والزبرجد عليها الشهداء والصديقون ، فجلسوا من ورائهم على تلك الكثب ، فيقول الله عزوجل : أنا ربكم قد صدقتكم وعدي فسلوني أعطكم فيقولون ربنا نسألك رضوانك ، فيقول قد رضيت عنكم ولكم ما تمنيتم ولديّ مزيد ، فهم يحبون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه ربهم من الخير ، وهو اليوم الذي استوى فيه ربك على العرش وفيه خلق آدم وفيه تقوم الساعة».
وذكر أبو نعيم من حديث المسعودي عن المنهال عن أبي عبيدة عن عبد الله قال : «سارعوا إلى الجمعة في الدنيا ، فإن الله تبارك وتعالى يبرز لأهل الجنة في كل جمعة على كثيب من كافور أبيض فيكونون منه سبحانه في القرب على قدر سرعتهم إلى الجمعة ، ويحدث لهم من الكرامة شيئا لم يكونوا رأوه قبل ذلك ، فيرجعون إلى أهليهم وقد أحدث لهم.
فالسابقون إلى الصلاة يوم الجمعة هم السابقون في الذهاب إلى الله عزوجل يوم المزيد الذي هو يوم زيارة الرب تعالى ، والمتأخرون هنا متأخرون هناك جزاء وفاقا.
وكذلك الأقربون إلى الامام في يوم الجمعة يكونون هم أهل الزلفى والقرب عند الله ، فقربهم هناك بحسب قربهم من الامام ، وبعدهم بحسب بعدهم كذلك.
ولهم هناك في هذا الوادي الذي يسمى وادي المزيد منابر من اللؤلؤ والياقوت والزبرجد والذهب وأدناهم منزلة وليس فيهم دنيء ولا ناقص يجلسون على كثبان المسك ولا يجدون لأهل المنابر فضلا عليهم ، فيتجلى لهم الرب تبارك وتعالى ويطلب إليهم أن يسألوه.
وقد ذكرنا فيما سبق محاضرة الرب جل شأنه لهم ، وأنه يسأل أحدهم فيقول يا فلان ابن فلان ألم تفعل كذا يوم كذا ـ من غدراته في الدنيا ـ فيقول يا رب ألم تغفره لي؟ فيقول بلى فمغفرتي لك التي أوصلتك إلى ما أنت فيه.
* * *