تلتذ بالنظر الذي فازت به |
|
دون الجوارح هذه العينان |
والله ما في هذه الدنيا ألذ |
|
من اشتياق العبد للرحمن |
وكذاك رؤية وجهه سبحانه |
|
هي أكمل اللذات للإنسان |
لكنما الجهمي ينكر ذا وذا |
|
والوجه أيضا خشية الحدثان |
تبّا له المخدوع أنكر وجهه |
|
ولقاءه ومحبة الديان |
وكلامه وصفاته وعلوه |
|
والعرش عطله من الرحمن |
فتراه في واد ورسل الله في |
|
واد وذا من أعظم الكفران |
الشرح : وأشد شيء في عذاب أهل النار هو احتجاب الرب تبارك وتعالى عنهم وحرمانهم من النظر الى وجهه الكريم ، وإذا تجلى الرب لعباده المؤمنين في الجنة نسوا كل ما هم فيه من ألوان النعيم من أجل ما ظفرت به أعينهم من اللذة الكبرى بالنظر إلى وجه الله عزوجل ، فإذا ما احتجب عنهم عادوا إلى ما كانوا فيه من ألوان السرور والنعيم ، فلهم نعيمان في الجنة ، نعيم عند رؤيته سبحانه وهو أجلهما وأشرفهما ، ونعيم عند احتجابه بما هم فيه من ظلال وفواكه وحور وولدان إلى آخره ، فحبذا النعيمان.
ولقد روى الامام أحمد من حديث أبي مجلز قال : (صلى بنا عمارة صلاة فأوجز فيها فأنكروا ذلك ، فقال ألم أتمّ الركوع والسجود؟ قالوا بلى ، قال : أما اني قد دعوت فيها بدعاء كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يدعو به : «اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي ، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة ، وكلمة الحق في الغضب والرضا ، والقصد في الغنى والفقر ، ولذة النظر إلى وجهك الكريم ، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة ، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين» وأخرجه ابن حبان والحاكم في صحيحيهما.
فالشوق إلى لقاء الله عزوجل هو لذة الروح في هذه الدنيا للمؤمن ، وفي يوم القيامة يلتذ بالنظر إلى وجه الله الكريم الذي هو حظ العين من دون الجوارح