منهم ، ويتغامزون عليهم في الدنيا ، ولما صبروا في الدنيا على ما كانوا يسمعونه من الأذى وسوء القالة والغمز واللمز ، جزاهم الله على ذلك بالنظر إلى وجهه الكريم فلهذا ذهب أئمة العلم إلى أن المراد بقوله تعالى : (عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ) [المطففين : ٣٥] أنه النظر إلى وجه الله سبحانه ، فلله ما أحسن هذا الفهم لآيات الكتاب وإشاراته الذي يؤتيه الله من هو أهل له من ذوي الفضل والإحسان.
* * *
وروى ابن ماجة مسندا عن جابر |
|
خبرا وشاهده ففي القرآن |
بينا هم في عيشهم وسرورهم |
|
ونعيمهم في لذة وتهان |
واذا بنور ساطع قد اشرقت |
|
منه الجنان قصيها والداني |
رفعوا إليه رءوسهم فرأوه نور |
|
الرب لا يخفى على انسان |
واذا بربهم تعالى فوقهم |
|
قد جاء للتسليم بالإحسان |
قال السلام عليكم فيرونه |
|
جهرا تعالى الرب ذو السلطان |
مصداق ذا يس قد ضمنته عن |
|
د القول من رب بهم رحمن |
من ردّ ذا فعلى رسول الله رد |
|
وسوف عند الله يلتقيان |
في ذا الحديث علوه ومجيئه |
|
وكلامه حتى يرى بعيان |
هذى أصول الدين في مضمونه |
|
لا قول جهم صاحب البهتان |
الشرح : روى ابن ماجة في سننه من حديث محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رءوسهم فإذا الرب جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم فقال السلام عليكم يا أهل الجنة ، وهو قول الله عزوجل : (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) [يس : ٥٨] فلا يلتفتون إلى شيء مما هم فيه من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم وتبقى فيهم بركته ونوره» ومصداق هذا الحديث في سورة يس عند قوله تعالى : (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ).