اصطلاحكم هذا ولا نوافقكم عليه ولا من تلقى عنكم هذه الاصطلاحات من الجهمية الجهلة الضلال الذين عطلوا الذات عن صفاتها العليا جريا وراء هذه الاصطلاحات الكاذبة تاركين ما دل عليه القرآن من ثبوت هذه الصفات لله. ودل عليه كذلك العقل والفطرة الانسانية السليمة والبراهين القاطعة. فلسنا نترك ذلك كله من أجل تسميتكم اياه تركيبا ، فسموه ما شئتم فليست العبرة بالأسماء والألقاب ، فانكم لا تستطيعون ان تقيموا دليلا واحدا على بطلان هذا التركيب لا عقليا ولا قرآنيا حتى ولو بعث شيوخكم وطولبوا بذلك ما قدروا عليه. بل ولن يستطيع الانس والجن جميعا أن يأتوا بدليل واحد على بطلان ذلك ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.
* * *
والسادس التركيب من ماهية |
|
ووجودها ما هاهنا شيئان |
الا اذا اختلف اعتبارهما فذا |
|
في الذهن والثاني ففي الأعيان |
فهناك يعقل كون ذا غيرا لذا |
|
فعلى اعتبارهما هما غيران |
أما اذا اتحدا اعتبارا كل نفس وج |
|
ودها هو ذاتها لا ثان |
من قال شيء غير ذا كان الذي |
|
قد قاله ضرب من الفعلان |
* * *
هذا وكم خبط هنا قد زال بالتفص |
|
يل وهو الأصل في العرفان |
وابن الخطيب وحزبه من بعده |
|
لم يهتدوا لمواقع الفرقان |
بل خبطوا نقلا وبحثا أوجبا |
|
شكا لكل ملدد حيران |
هل ذات رب العالمين وجوده |
|
أم غيره فهما اذا شيئان |
فيكون تركيبا محالا ذاك أن |
|
قلنا به فيصير ذا امكان |
واذا نفينا ذاك صار وجوده |
|
كالمطلق الموجود في الأذهان |
وحكوا أقاويلا ثلاثا زين |
|
ك القولين اطلاقا بلا فرقان |
الثالث التفريق بين الواجب الأ |
|
على وبين وجود ذي الامكان |