وثانيهما أنهم سلكوا إليها طرقا غير موصلة إلى اليقين بحقائق الإيمان ، فالتبست عليهم تلك الأمور كما تلتبس الطرق على السالك الحيران ، فترى أفاضل هؤلاء ورؤساءهم حيارى في بيداء الضلال يقرعون أسنانهم ندما ، ويقولون قد كثرت علينا الطرق واشتبهت ، فلا ندري أيها الطريق الموصل إلى الله ، بل كلها طرق مخوفة مملوءة بالآفات ، فينتهي بهم الأمر إلى التوقف مع تحصيلهم لأركان الإيمان التي هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه والبعث بعد الموت ، فهؤلاء أمرهم مردد بين أن يؤخذوا بذنبهم وبين أن يؤجروا على اجتهادهم ، فلمن أصاب منهم أجران ، ولمن أخطأ منهم أجر ، واما أن يتركوا لواسع مغفرة الله وعظيم رحمته.
* * *
فانظر إلى أحكامنا فيهم وقد |
|
جحدوا النصوص ومقتضى القرآن |
وانظر إلى أحكامهم فينا لأج |
|
ل خلافهم إذ قاده الوحيان |
هل يستوي الحكمان عند الله أو |
|
عند الرسول وعند ذي إيمان |
الكفر حق الله ثم رسوله |
|
بالنص يثبت لا بقول فلان |
من كان رب العالمين وعبده |
|
قد كفراه فذاك ذو الكفران |
فهلم ويحكم نحاكمكم الى |
|
النصين من وحي ومن قرآن |
وهناك يعلم أي حزبينا على |
|
الكفران حقا أو على الإيمان |
فليهنكم تكفير من حكمت بإس |
|
لام وإيمان له النصان |
لكن غايته كغاية من سوى ال |
|
معصوم غاية نوع ذا الإحسان |
خطأ يصير الأجر أجرا واحدا |
|
إن فاته من أجله الكفلان |
إن كان ذاك مكفرا يا أمة ال |
|
عدوان من هذا على الإيمان |
قد دار بين الأجر والأجرين والت |
|
كفير بالدعوى بلا برهان |
كفرتم والله من شهد الرسو |
|
ل بأنه حقا على الإيمان |
ثنتان من قبل الرسول وخصلة |
|
من عندكم أفأنتما عدلان |