قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح القصيدة النونيّة [ ج ٢ ]

شرح القصيدة النونيّة

شرح القصيدة النونيّة [ ج ٢ ]

تحمیل

شرح القصيدة النونيّة [ ج ٢ ]

26/472
*

أنها أمور موجودة لزم التركب من أمور متغايرة. وهذا محض مكابرة. فإن الموصوف بصفات الكمال اللازمة لذاته لا يكون مركبا من أشياء متباينة ، كتركب الحيوان من أجزائه ، فإن صفاته ليست غيره ، إذ ليس لها وجود خاص بها ، بل هي تابعة له في وجوده وقدمه وبقائه ، فهي لازمة له لا يعقل وجوده بدونها ولا يوجد إلا وهو متصف بها من غير افتقار منه إليها ، بل هي المفتقرة إليه لكونها قائمة به. وأما الثاني من أنواع التركيب فهو التركب من متجاورين يمكن افتراق احدهما عن الآخر ، وضرب المؤلف لذلك مثلا بتركب المحلة من الجسر والباب المجاور له ، والأمثلة عليه كثيرة ، فهل يمكن أن يقال أيضا أن هذا النوع من التركيب لازم على ثبوت الصفات ، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

* * *

والثالث التركيب من متماثل

يدعى الجواهر فردة الأكوان

والرابع الجسم المركب من هيو

لاه وصورته لذي اليونان

والجسم فهو مركب من ذين عن

د الفيلسوف وذاك ذو بطلان

ومن الجواهر عند أرباب الكلا

م وذاك أيضا واضح البطلان

فالمثبتون الجوهر الفرد الذي

زعموه أصل الدين والإيمان

قالوا بأن الجسم منه مركب

ولهم خلاف وهو ذو ألوان

هل يمكن التركيب من جزءين أو

من أربع أو ستة وثمان

أو ست عشرة قد حكاه الأش

عري لذي مقالات على التبيان

أفلازم ذا من ثبوت صفاته

وعلوه سبحان ذي السبحان

الشرح : والثالث من أنواع التركيب هو التركب من أجزاء صغيرة غير قابلة القسمة تسمى بالجواهر الفردة ، وهذا مذهب سائر المتكلمين ، فإن الأجسام عندهم مركبة من هذه الجواهر المتماثلة ، وإنما تتمايز الأجسام بما يخلقه الله فيها من الأعراض ، وقد غلا المتكلمون من المعتزلة والأشاعرة في التعويل على نظرية