ولقد نهانا أن نصير قبره |
|
عيدا حذار الشرك بالرحمن |
ودعا بأن لا يجعل القبر الذي |
|
قد ضمه وثنا من الأوثان |
فأجاب رب العالمين دعاءه |
|
واحاطه بثلاثة الجدران |
حتى اغتدت أرجاؤه بدعائه |
|
في عزة وحماية وصيان |
ولقد غدا عند الوفاة مصرحا |
|
باللعن يصرخ فيهم بأذان |
وعنى الألى جعلوا القبور مساجدا |
|
وهم اليهود وعابدو الصلبان |
والله لو لا ذاك أبرز قبره |
|
لكنهم حجبوه بالحيطان |
قصدوا إلى تسنيم حجرته ليم |
|
تنع السجود له على الأذقان |
قصدوا موافقة الرسول وقص |
|
ده التجريد للتوحيد للرحمن |
* * *
الشرح : فلو كان الرسول صلىاللهعليهوسلم يرضى أن ندعوه مع الله عزوجل لم يكن منا الا المبادرة الى الإذعان والموافقة ، ولو كان يرضى منا أن نسجد له لوقعنا على الاذقان سجدا بلا مهلة ، ولكنه عليه الصلاة والسلام لا يرضيه منا الا أن نجرد التوحيد لله فنجعل عبادتنا كلها له وحده ، محبة وتعظيما وخوفا ورجاء ، وذلا واستكانة وسؤالا ودعاء ، وتوكلا واستعانه وتوبة وإنابة ، ورغبة ورهبة وصلاة وسجودا ، وذبحا ونذرا وحجا واعتمادا ، الى غير ذلك من أنواع العبادات التي لا تنبغي الا له وحده ، ولا يرضيه منا كذلك الا أن نحكم القرآن العظيم في كل شئوننا ، وان نرد إليه كل ما تنازعنا فيه من أحكام ديننا.
ولقد نهى أمته أن تغلو فيه كما غلت النصارى في نبيهم فقال «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم».
ونهاهم كذلك أن يتخذوا من قبره عيدا يحجون إليه ويجتمعون عنده فقال فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه «لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا عليّ فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم» رواه أبو داود.
ودعا الله عزوجل أن لا يجعل قبره الذي ضم جسده الشريف وحدثنا يسجد له