حيث شددا وثاقكم ، وغلوا أيديكم إلى أعناقكم ، وحملوا عليكم حملة الآساد الكاسرة على قطيع من الحمر المعقرة ، فصالوا عليكم بنفس السلاح الذي صلتم به علينا صولة الفرسان المغاوير ، فلو لا انضمامكم إلينا وعودتكم إلى حظيرتنا وتمسككم بأهداب الوحي لغدوتم في العرين ، وهو بيت الأسد ممزقي الاشلاء ، فلم تجدوا لكم في هذه المعركة إلا أن تستنصروا بنا وتقولوا بقولنا في الإثبات حتى تتمكنوا من رد غارتهم عليكم فأنتم توالون الإثبات وتعزلون التعطيل عزل مهان ذليل حين يكون الإثبات هو سلاحكم الذي به تصولون ، ولكنكم في نفس الوقت له تتنكرون حين تكون الحرب بيننا وبينكم حيث تغزوننا بجيوش التعطيل والإنكار ، فمن بالله أجله منكم حين تتسلحون بالشيء وضده ، وتوالون الإثبات مرة وتعادونه مرة ، ومن أحق منا ومنكم أن ينتسب إلى الجهل والعدوان. ولكن الله سبحانه هو مقلب القلوب ، فهي بين إصبعين من أصابعه أن يشأ يختم عليها ويخذلها فلا يدري أصحابها بمصابهم وإن كان هو أعظم مصاب.
* * *
فصل
في مصارع النفاة والمعطلين بأسنة
أمراء الإثبات الموحدين
وإذا أردت ترى مصارع من خلا |
|
من أمة التعطيل والكفران |
وتراهم أسرى حقير شأنهم |
|
أيديهم غلت إلى الاذقان |
وتراهم تحت الرماح دريئة |
|
ما فيهم من فارس طعان |
وتراهم تحت السيوف تنوشهم |
|
من عن شمائلهم وعن إيمان |
وتراهم انسلخوا من الوحيين والع |
|
قل الصحيح ومقتضى القرآن |
وتراهم والله ضحكة ساخر |
|
ولطالما سخروا من الإيمان |
قد أوحشت منهم ربوع زاده |
|
ا الجبار ايحاشا مدى الأزمان |
وخلت ديارهم وشتت شملهم |
|
ما فيهم رجلان مجتمعان |