تفوت يد المتناول) ١ ه. وقال الراغب في المفردات (أصل الجبر اصلاح الشيء بضرب من القهر يقال جبرته فانجبر واجتبر وقد قيل جبرته فجبر ، فأما في وصفه تعالى نحو العزيز الجبار المتكبر فقد قيل سمي بذلك من قولهم جبرت الفقير ، لأنه هو الذي يجبر الناس بفائض نعمه ، وقيل لأنه يجبر الناس أن يقهرهم على ما يريده) ١ ه.
وقد ذكر المؤلف هنا لاسمه (الجبار) ثلاثة معان كلها داخلة فيه ، بحيث يصح ارادتها منه. أحدها أنه الذي يجبر ضعف الضعفاء من عباده ، ويجبر كسر القلوب المنكسرة من أجله الخاضعة لعظمته وجلاله ، فكم جبر سبحانه من كسير وأغنى من فقير وأعز من ذليل وأزال من شدة ويسر من عسير. وكم جبر من مصاب فوفقه للثبات والصبر ، وأعاضه من مصابه أعظم الأجر ، فحقيقة هذا الجبر هو اصلاح حال العبد بتخليصه من شدته ودفع المكاره عنه.
المعنى أنه القهار الذي دان كل شيء لعظمته وخضع كل مخلوق لجبروته وعزته ، فهو يجبر عباده على ما أراد مما اقتضته حكمته ومشيئته ، فلا يستطيعون الفكاك منه. والثالث أنه العلي بذاته فوق جميع خلقه ، فلا يستطيع أحد منهم أن يدنو منه.
وقد ذكر العلامة الشيخ السعدي رحمهالله أن له معنى رابعا ، وهو أنه المتكبر عن كل سوء ونقص ، وعن مماثلة أحد ، وعن أن يكون له كفو أو ضد أو سمي أو شريك في خصائصه وحقوقه.
* * *
وهو الحسيب حماية وكفاية |
|
والحسب كافي العبد كل أوان |
الشرح : ومن أسمائه سبحانه الحسيب ، وهو بالمعنى العام الذي يكفي العباد جميع ما يهمهم من أمر دينهم ودنياهم ، فيوصل إليهم المنافع ويدفع عنهم المضار.
وبالمعنى الأخص الذي يكفي عبده المتقي المتوكل عليه كفاية خاصة يصلح