نُطقةً دهاقاً ، وعَلَقةً محاقاً ، وجنيناً ، وراضعاً ، ووليداً ، ويافعاً ، ثم منحه قلباً حافظاً ، ولساناً لافظاً ، وبصراً لاحظاً ، ليفهم معتبراً ، ويُقصِّرَ مُزدجراً . حتّىٰ إذ قام أعتداله ، واستوى مثالُه ، نفرَ مستكبراً ، وخَبَطَ سَادِراً ماتحاً في غرب هواهُ ، كادحاً سعياً لدنياهُ ، في لذات طَرِبِه ، وبَدَواتِ أرَبِه » |
٢٧٣ |
« فما راعني إلَّا الناس كعرف الضبع إليَّ ، ينثالون عليَّ من كلّ جانب ، حتىٰ لقد وُطِىء الحسنان وَشُقّ عِطفاي ، مجتمعين حولي كربيضة الغنم . فلمّا نهضت بالأمر ، نكثت طائفة ، ومرقت أُخرىٰ ، وقسط آخرون ، كأنّهم لم يسمعوا كلام الله حيث قال : ( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) » . |
٣٢٢ |
« وطيبوا عن أنفسكم نفساً ، وامشوا إلى الموت مشياً سُجحاً ، وعليكم بهذا السواد الأعظم ، والرِّواق المُطَنَّب ، فاضِرِبوا ثبَجَه ، فإنّ الشيطان كامن في كِسْرهِ قد قَدّم للوثبة يداً ، وأخّر للنكوص رجلاً ، فصمداً صمداً ، حتّى ينجلى لكم عمود الحقّ ؛ ( وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّـهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ) |
٣٢٢ |
« لم يعقد غيب ضميره على معرفتك ، ولم يباشِر قَلْبَهُ اليَقيْنُ بأنّهُ لا ندّ لك ، وكأنّهُ لم يسمع تَبَرّؤ التابعين من المتبوعين ، إذ يقولون : ( تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) » |
٣٢٢ |
« وكأن صرتم إلى ما صار إليه ، وارتهنكم ذلك المضجع ، وضمّكم ذلك المستودع ، فكيف بكم لو تناهت بكم الأمور ، وبعثرت القبور : ( هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) » |
٣٢٣ |