حلّني (١) ، (١١٧ أ] فلك الله لأفتحنّها لك ، إنّ أخي لا يفتحها ما علم أنّي في وثاقك. فأطلقه خالد. فلما دخل أوثق أخاه وفتحها لخالد ، ثم قال : اصنع ما شئت. فدخل خالد وأصحابه. ثم قال : يا خالد ، إن شئت حكّمتك ، وإن شئت حكّمتني. فقال خالد : بل نقبل منك ما أعطيت. فأعطاهم ثمانمائة من السّبي وألف بعير وأربعمائة درع وأربعمائة رمح (٢).
وأقبل خالد بأكيدر إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأقبل معه يحنّة بن رؤبة عظيم أيلة. فقدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأشفق أن يبعث إليه كما بعث إلى أكيدر.
فاجتمعا عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقاضاهما على قضيّته ، على دومة وعلى تبوك وعلى أيلة وعلى تيماء ، وكتب لهم كتابا. ورجع قافلا إلى المدينة (٣).
ثم ذكر عروة قصّة في شأن جماعة من المنافقين (٤) همّوا بأذيّة رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأطلعه الله على كيدهم. وذكر بناء مسجد الضّرار (٥).
وقال ابن إسحاق ، عن ثقة من بني عمرو بن عوف : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أقبل من تبوك حين نزل بذي أوان (٦) ، بينه وبين المدينة ساعة من نهار. وكان أصحاب مسجد الضّرار قد أتوه ، وهو يتجهّز إلى تبوك ، فقالوا : قد بنينا مسجدا لذي العلّة والحاجة واللّيلة المطيرة ، وإنّا نحبّ أن تأتي فتصلّي لنا فيه. فقال : إنّي على جناح سفر ، فلو رجعنا إن شاء الله أتيناكم. فلما نزل
__________________
(١) في ع : «خلّني».
(٢) انظر السيرة النبويّة لابن كثير ٤ / ٣١ فهو مختصر عما هنا. وراجع المغازي للواقدي ٣ / ١٠٢٧ ففيه : «فصالحه على ألفي بعير» ، وكذا في طبقات ابن سعد ٢ / ١٦٦.
(٣) انظر المغازي للواقدي ٣ / ١٠٣١ وسيرة ابن هشام ٤ / ١٧٨.
(٤) في نسختي : (ع) و (ح) : «جماعة منافقين».
(٥) المغازي لعروة ٢٢١ وليس في المطبوع عن بناء مسجد الضرار ، وانظر السنن الكبرى للبيهقي ٩ / ٣٣.
(٦) ذو أوان ويقال : ذات أوان. موضع بطريق الشام ، (معجم البلدان ١ / ٢٧٥) على ساعة من المدينة. (وفاء ألوفا ٢ / ٢٥٠).