غزوة بني سليم (١)
قال ابن إسحاق : (٢)
لم يقم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، منصرفة (٣) عن بدر بالمدينة ، إلّا سبعة أيام.
ثم خرج بنفسه يريد بني سليم ، واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفاريّ (٤) ، وقيل ابن أمّ مكتوم.
فبلغ ماء يقال له : الكدر (٥). فأقام عليه ثلاثا ، ثم انصرف. ولم يلق أحدا (٦).
* * *
__________________
= جاءها عمير في جوف الليل حتى دخل عليها في بيتها ، وحولها نفر من ولدها نيام ، منهم من ترضعه في صدرها ، فجسّها بيده فوجد الصّبيّ ترضعه فنحّاه عنها ، ثم وضع سيفه على صدرها حتى أنفذه من ظهرها. ثم خرج حتى صلّى الصبح مع النّبيّ صلىاللهعليهوسلم. فلما انصرف النّبيّ صلىاللهعليهوسلم نظر إلى عمير فقال : أقتلت بنت مروان؟ قال : نعم ، بأبي أنت يا رسول الله. وخشي عمير أن يكون افتات على النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بقتلها ، فقال : هل عليّ في ذلك شيء يا رسول الله؟ قال : لا ينتطح فيها عنزان ، فإنّ أول ما سمعت هذه الكلمة من النّبيّ صلىاللهعليهوسلم. قال عمير : فالتفت النّبيّ صلىاللهعليهوسلم إلى من حوله فقال : إذا أحببتم أن تنظروا إلى رجل نصر الله ورسوله بالغيب ، فانظروا إلى عمير بن عديّ. فقال عمر بن الخطّاب رضياللهعنه : انظروا إلى هذا الأعمى الّذي تشدّد في طاعة الله. فقال : لا تقل الأعمى ، ولكنّه البصير.
فلمّا رجع عمير من عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وجد بينها في جماعة يدفنونها ، فأقبلوا إليه حين رأوه مقبلا من المدينة ، فقالوا : يا عمير ، أنت قتلتها؟ فقال : نعم؟ فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون ، فو الّذي نفسه بيده ، لو قلتم بأجمعكم ما قالت لضربتكم بسيفي هذا حتى أموت أو أقتلكم. فيومئذ ظهر الإسلام في بني خطمة ، وكان منهم رجال يستخفّون بالإسلام خوفا من قومهم.
(انظر : كتاب المغازي ١ / ١٧٢ ـ ١٧٤).
(١) سيرة ابن هشام ٣ / ١٣٥ ، ١٣٦ ، وانظر تاريخ الطبري ٢ / ٤٨٢ ، ٤٨٣.
(٢) يسمّيها خليفة «غزوة الكدر» (تاريخ خليفة ٥٨).
(٣) في ح : (بعد منصرفه).
(٤) ويقال له الكناني. حدّث عنه أبو هريرة. (الإصابة ٢ / ١٣).
(٥) الكدر : قال الواقدي : بناحية المعدن قريبة من الأرحضيّة بينها وبين المدينة ثمانية برد. وقال غيره : ماء لبني سليم. (معجم البلدان ٤ / ٤٤١).
(٦) في ح : (ولم يلق كيدا ولا أحدا).