مفاتيح اليمن ، والله إنّي لأبصر أبواب صنعاء من مكاني السّاعة.
وقال الثّوري : ثنا ابن المنكدر ، سمعت جابرا يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الأحزاب : من يأتينا بخبر القوم؟ فقال [٥٢ ب] الزّبير : أنا. فقال : من يأتينا بخبر القوم؟ فقال الزّبير : أنا. فقال : «إنّ لكلّ نبيّ حواريّا وحواريّ الزّبير». أخرجه البخاري (١).
وقال الحسين بن الحسن بن عطيّة العوفيّ : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عبّاس :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها) (٢) قال : كان ذلك يوم أبي سفيان ، يوم الأحزاب.
(وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ) (٣) ، قال هم بنو حارثة ، قالوا : بيوتنا مخليّة نخشى عليها السّرق.
قوله : (وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ) الآية (٤) ، قال : لأنّ الله قال لهم في سورة البقرة : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ) (٥) ، فلمّا مسّهم البلاء حيث رابطوا الأحزاب في الخندق ، تأوّل المؤمنون ذلك ، ولم يزدهم إلّا إيمانا وتسليما.
وقال حمّاد بن سلمة : أنا حجّاج ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن
__________________
(١) صحيح البخاري : كتاب المغازي ، باب غزوة الخندق ٥ / ٤٩.
(٢) سورة الأحزاب : الآية ٩.
(٣) سورة الأحزاب : الآية ١٣.
(٤) سورة الأحزاب : الآية ٢٢.
(٥) سورة البقرة : الآية ٢١٤.