دريد : ما ذا تريد بي؟ قال : أقتلك. قال : ومن أنت؟ قال : ربيعة بن رفيع السّلميّ. ثم ضربه بسيفه فلم يغن شيئا. فقال : بئس ما سلّحتك أمّك. خذ سيفي هذا من مؤخّر الرّحل ، ثم اضرب به ، وارفع عن العظام (١) ، واخفض عن الدّماغ ، فإنّي كذلك كنت أضرب الرجال. ثم إذا أتبعت أمّك فأخبرها أنّك قتلت دريد بن الصّمة ، فربّ يوم والله قد منعت فيه نساءك. فقتله. فقيل : لما ضربه ووقع تكشّف ، فإذا عجانه وبطون فخذيه أبيض كالقرطاس من ركوب الخيل أعراء (٢). فلما رجع إلى أمّه أخبرها بقتله ، فقالت : أما والله لقد أعتق أمّهات لك (٣).
وبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم في آثار من توجّه إلى أوطاس ، أبا عامر الأشعريّ فرمي بسهم فقتل. فأخذ الراية أبو موسى فهزمهم. وزعموا أنّ سلمة بن دريد هو الّذي رمى أبا عامر بسهم (٤).
واستشهد يوم حنين (٥) : أيمن بن عبيد ، ولد أمّ أيمن ، مولى بني هاشم. ويزيد بن زمعة بن الأسود الأسديّ القرشيّ. وسراقة بن حباب (٦) بن عديّ العجلانيّ الأنصاريّ. وأبو عامر عبيد الأشعريّ.
* * *
ثم جمعت الغنائم ، فكان عليها مسعود بن عمرو (٧). وإنّما تقسّم بعد الطّائف.
__________________
(١) في الأصل : «الطعام». والتصويب من السيرة لابن هشام ٤ / ١٢٨.
(٢) أعراء : جمع عرى وهو الفرس لا سرج له.
(٣) ، (٤) سيرة ابن هشام ٤ / ١٢٨ و ١٢٩.
(٥) انظر الأسماء في المغازي لعروة ٢١٩ وفيها نقص ، ومجمع الزوائد للهيثمي ٦ / ١٩٨ ـ ١٩٠ ، وسيرة ابن هشام ٤ / ١٣٠ ، وطبقات ابن سعد ٢ / ١٥٢ ، وتاريخ خليفة ٨٨ ، ٨٩ ، والمغازي للواقدي ٣ / ٩٢٢.
(٦) ويقال : سراقة بن الحارث ، وهي رواية ابن هشام في السيرة ٤ / ١٣٠ ، عن ابن إسحاق ، وابن سعد في الطبقات ٢ / ١٥٢.
(٧) سيرة ابن هشام ٤ / ١٣١.