سريّة سالم بن عمير (١) لقتل أبي عفك
وذكر الواقدي (٢) أنّ أبا عفك اليهوديّ ، كان قد بلغ مائة وعشرين سنة ، وهو من بني عمرو بن عوف ، كان يؤذي النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، ويقول الشّعر ، ويحرّض عليه. فانتدب له سالم بن عمير ، فقتله غيلة ، في شوّال منها.
* * *
غزوة السّويق
في ذي الحجّة
قال موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب :
كان أبو سفيان بن حرب ، حين بلغه وقعة بدر ، نذر أن لا يمسّ رأسه دهن ولا غسل ، ولا يقرب أهله ، حتى يغزو محمدا ويحرق في طوائف
__________________
(١) ويقال : سالم بن عمرو ، ويقال ابن عبد الله بن ثابت بن النعمان بن أميّة بن امرئ القيس.
الأنصاري الأوسي. وهو أحد البكّاءين. شهد العقبة وبدرا ومات في خلافة معاوية. (الإصابة ٢ / ٥ رقم ٣٠٤٦)
(٢) الواقدي ، كتاب المغازي (١ / ١٧٤ ـ ١٧٥). وفي سريّة قتل أبي عفك يروي الواقدي عن رجاله ، أنّه لما خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى بدر ، رجع وقد ظفّره الله بما ظفّره ، فحسده أبو عفك وبغى ، وذكر شعره في ذلك. فقال سالم بن عمير ، وهو أحد البكّاءين من بني النّجار : عليّ نذر أن أقتل أبا عفك أو أموت دونه. فأمهل ، فطلب له غرّة. حتى كانت ليلة صائفة ، فنام أبو عفك بالفناء ، في الصيف ، في بني عمرو بن عوف. فأقبل سالم فوضع السيف على كبده حتى خشّ في الفراش ، وصاح عدوّ الله ، فثاب إليه أناس ممن هم على قوله ، فأدخلوه منزله وقبروه ، وقالوا : من قتله؟ والله لو نعلم من قتله لقتلناه به. فقالت شاعرة مسلمة تدعى النهدية أبياتا في ذلك ، منها قولها :
حباك حنيف آخر الليل طعنة |
|
أبا عفك ، خذها على كبر السنّ |
ثم قال : قتل أبو عفك في شوّال على رأس عشرين شهرا. وانظر الطبقات الكبرى لابن سعد ٢ / ٢٨ وعيون الأثير ١ / ٢٩٣ ، ٢٩٣.