أفأضربك بالسّيف؟ فبعث الله ببعض الطريق على عامر الطّاعون في عنقه ، فقتله الله في بيت امرأة من سلول. وأما الآخر فأرسل الله تعالى عليه وعلى جمله صاعقة أحرقتهما.
وقال همّام ، عن إسحاق ، بن عبد الله بن أبي طلحة ، حدّثني أنس ، قال : كان رئيس المشركين عامر بن الطفيل ، وكان أتى رسول الله صلى الله [١٢٤ ب] عليه وسلم فقال : أخيّرك بين ثلاث خصال ، فيكون لك أهل السّهل ويكون لي أهل المدر ، أو أكون خليفتك من بعدك ، أو أغزوك بغطفان بألف أشقر وألف شقراء.
قال : فطعن في بيت امرأة. فقال : غدّة كغدّة البكر في بيت امرأة من بني فلان ، ائتوني بفرسي. فركب فمات على ظهر فرسه. أخرجه البخاري (١).
* * *
[وافد بني سعد]
وقال ابن إسحاق (٢) ، عن محمد بن الوليد ، عن كريب ، عن ابن عباس : بعثت بنو سعد بن بكر (٣) ، ضمام بن ثعلبة وافدا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان جلدا أشعر غدا غديرتين ، فأقبل حتّى (٤) وقف فقال : أيّكم ابن عبد المطّلب؟ فقال : أنا. فقال : أنت محمد؟ قال : «نعم». قال : إنّي سائلك ومغلظ عليك في المسألة ، فلا تجدنّ في نفسك. أنشدك الله إلهك وإله من
__________________
(١) في كتاب المغازي ، باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة وحديث عضل ، والقارة إلخ. (٥ / ٤٠).
(٢) الخبر في سيرة هشام ٤ / ٢٠٩ ، وتاريخ الطبري ٣ / ١٢٤ ـ ١٢٥ وانظر طبقات ابن سعد ١ / ٢٩٩.
(٣) بنو سعد بن بكر : بطن من هوازن ، من قيس بن عيلان ، من العدنانية ، وهم حضنة النبي صلىاللهعليهوسلم (معجم قبائل العرب ٢ / ٥١٣) ، وإليهم تنسب السيدة حليمة السعدية.
(٤) في الأصل : «حين». والتصحيح من ع ، ح.