قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام [ ج ٢ ]

376/821
*

ثم ساق ابن إسحاق ، حديث الزّهري بطوله ، وفيه ألفاظ غريبة ، منها ، وجعل عروة بن مسعود يكلّم النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والمغيرة واقف على رأس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الحديد. قال : فجعل يقرع يد عروة إذا تناول لحية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويقول : اكفف يدك عن لحية (١) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [قبل] (٢) أن لا تصل إليك. فيقول عروة : ويحك ما أفظّك وأغلظك. قال : فتبسّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فقال عروة : من هذا يا محمد؟ قال : هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة. قال : أي غدر ، وهل غسلت سوأتك إلّا بالأمس؟

قال ابن هشام (٣) : أراد عروة بقوله هذا أنّ المغيرة قبل إسلامه قتل ثلاثة عشر رجلا من بني مالك من (٤) ثقيف ، فتهايج (٥) الحيّان من ثقيف [بنو مالك] (٦) المقتولين ، والأحلاف رهط المقتولين ، والأحلاف رهط المغيرة [٦٠ ب] ، فودى عروة المقتولين ثلاث عشرة دية ، وأصلح الأمر.

وقال ابن لهيعة : ثنا أبو الأسود ، قال عروة : [و] (٧) خرجت قريش من مكة ، فسبقوا النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بلدح (٨) وإلى الماء ، فنزلوا عليه ، فلما رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قد سبق نزل على الحديبيّة ، وذلك في حرّ شديد وليس بها إلّا بئر واحدة ، فأشفق القوم من الظّمإ وهم كثير ، فنزل فيها رجال يمتحونها ، ودعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بدلو من ماء فتوضّأ في الدّلو ومضمض فاه ثم

__________________

(١) في السيرة «وجه» بدل «لحية».

(٢) ليست في الأصل ، ع ، وزدناها من سيرة ابن هشام.

(٣) السيرة ٤ / ٢٧.

(٤) في الأصل ، ع : بن والتصحيح من سيرة ابن هشام (٤ / ٢٧).

(٥) في طبعة القدسي ٣٤٧ «فمتهايج».

(٦) زيادة من السيرة.

(٧) زيادة من ع.

(٨) بلدح : واد قبل مكة من جهة المغرب (معجم البلدان ١ / ٤٨٠).