عن جدّته ، وهي مولاة جويرية ، [قالت] (١) سمعت جويرية تقول : أتانا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ونحن على المريسيع ، فأسمع أبي يقول : أتانا مالا قبل لنا به ، قالت : وكنت أرى من النّاس والخيل والعدد ما لا أصف من الكثرة ، فلما أن أسلمت وتزوّجني رسول الله صلىاللهعليهوسلم ورجعنا جعلت انظر إلى المسلمين فليسوا كما كنت أرى ، فعرفت أنّه رعب من الله. وكان رجل منهم قد أسلم يقول : لقد كنّا نرى رجالا بيضا على خيل بلق ، ما كنّا نراهم قبل ولا بعد.
قال الواقديّ (٢) : ونزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم الماء ، وضربت له قبّة من أدم ، ومعه عائشة وأمّ سلمة ، وصفّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أصحابه ، ثمّ أمر عمر فنادى فيهم : قولوا : لا إله إلّا الله ، تمنعوا بها أنفسكم وأموالكم ، ففعل عمر ، فأبوا. فكان أوّل من رمى رجل منهم بسهم ، فرمى المسلمون ساعة بالنّبل ، ثم إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمر أصحابه أن يحملوا ، فحملوا ، فما أفلت منهم إنسان ، وقتل منهم عشرة وأسر سائرهم ، وقتل من المسلمين رجل واحد.
وقال ابن عون : كتبت إلى نافع أسأله عن الدّعاء قبل القتال ، فكتب إنّما كان ذلك في أول الإسلام ، قد أغار رسول الله صلىاللهعليهوسلم على بني المصطلق وهم غارّون ، وأنعامهم تسقى على الماء ، فقتل مقاتلهم وسبى سبيهم ، فأصاب يومئذ أحسبه قال : جويرية. وحدّثني ابن عمر بذلك ، وكان في ذلك الجيش. متّفق عليه (٣).
وقال إسماعيل بن جعفر ، عن ربيعة الرأي ، عن محمد بن يحيى بن حبّان ، عن ابن محيريز ، سمع أبا سعيد يقول : غزونا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بني
__________________
(١) إضافة من المغازي للواقدي ١ / ٤٠٨.
(٢) المغازي ١ / ٤٠٧.
(٣) صحيح مسلم (١٧٣٠) كتاب الجهاد والسير ، باب جواز الإغارة على الكفّار الذين بلغتهم دعوة الإسلام إلخ.