قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام [ ج ٢ ]

244/821
*

رجع إلى قريظة فيجدهم في الكنيسة فينفخ في بوقهم ، فاجتمعوا. فقال الزّبير بن باطا : يا أبا سعيد أين كنت منذ اليوم ، وكان لا يفارق الكنيسة وكان يتألّه في اليهودية ، قال : رأيت اليوم عبرا قد عبرنا بها ، رأيت منازل إخواننا خالية بعد ذلك العزّ والجلد والشّرف الفاضل والعقل البارع ، قد تركوا أموالهم وملكها غيرهم وخرجوا خروج ذلّ. ولا والتّوراة ما سلّط هذا على قوم قطّ لله (١) بهم حاجة. فقد أوقع قبل ذلك بابن الأشرف ذي عزّهم؟ بيته في بيته آمنا ، وأوقع بابن سنينة سيّدهم ، وأوقع ببني (٢) قينقاع فأجلاهم وهم جدّ يهود ، وكانوا أهل عدّة وسلاح ونجدة ، وحصرهم فلم يخرج إنسان منهم رأسه حتى سباهم ، وكلّم فيهم فتركهم على أن أجلاهم من يثرب ، يا قوم قد رأيتم ما رأيت فأطيعوني وتعالوا نتّبع محمدا ، فو الله إنّكم لتعلمون أنّه نبيّ ، وقد بشّرنا به وبأمره ابن التّيهان وابن الحواس (٣) ، وهما أعلم يهود ، جاءانا من بيت المقدس يتوكّفان (٤) قدومه ، أمرانا باتّباعه ، وأمرانا أن نقرئه منهما السلام ، ثم ماتا على دينهما ، فأسلكت القوم ، فأعاد هذا القول ونحوه ، وتخوّفهم بالحرب والسّباء والجلاء. فقال ابن باطا : والله لقد قرأت في التوراة (٥) صفته التي أنزلت على موسى ، ليس في المثاني التي أحدثنا. فقال له كعب بن أسد : ما يمنعك يا أبا عبد الرحمن من اتّباعه؟ قال : أنت ، قال كعب : ولم ، التّوراة ما حالت (٦) بينك وبينه قطّ ، قال الزّبير : أنت صاحب عهدنا وعقدنا فإن اتّبعته اتّبعناه وإن أبيت أبينا. فأقبل عمرو بن

__________________

(١) في ع : (الله). والتصحيح من ابن الملّا.

(٢) في ع : (بني) والتصحيح من ابن الملّا.

(٣) في ع : ابن الهيبان وابن جواس ، والتصحيح من ابن الملّا.

(٤) يتوكف الخبر : يتوقعه ويتسقّطه.

(٥) نصّ عبارة ع : قال ابن باطا : قرءوا التوراة قرأت صفته. وهي مضطربة وصحّحناها من ابن الملا.

(٦) في ع : حلت ، ولعلّ الوجه ما أثبتناه.