في حديث القفّ (١) : فجاء عثمان ، فقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «ائذن له وبشّره بالجنّة ، على بلوى ـ أو بلاء ـ يصيبه». متّفق عليه (٢).
وقال القطّان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس ، عن أبي سهلة مولى عثمان ، عن عائشة ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ادعي لي ـ أو ليت عندي ـ رجلا من أصحابي» ، قالت : قلت : أبو بكر؟ قال : «لا» ، قلت : عمر؟ قال : «لا» ، قلت : ابن عمّك عليّ؟ قال : «لا» ، قلت : فعثمان؟
__________________
(١) القفّ : ما ارتفع من متن الأرض ، وهنا جدار مبنيّ مرتفع حول البئر كالدّكّة يمكن الجلوس عليه.
(٢) رواه البخاري ٨ / ٩٦ ـ ٩٧ في كتاب الفتن ، باب الفتنة التي تموج كموج البحر. وهو بطوله عن أبي موسى الأشعريّ قال : خرج النبيّ صلىاللهعليهوسلم إلى حائط من حوائط المدينة لحاجته وخرجت في إثره فلما دخل الحائط جلست على بابه وقلت لأكوننّ اليوم بوّاب النبيّ صلىاللهعليهوسلم ولم يأمرني ، فذهب النبيّ صلىاللهعليهوسلم وقضى حاجته وجلس على قفّ البئر فكشف عن ساقيه ودلّاهما في البئر ، فجاء أبو بكر يستأذن عليه ليدخل ، فقلت : كما أنت حتى أستأذن لك ، فوقف فجئت إلى النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فقلت : يا نبيّ الله ، أبو بكر يستأذن عليك. فقال «ائذن له ، وبشّره بالجنّة» ، فدخل فجاء عن يمين النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فكشف عن ساقيه ودلّاهما في البئر فجاء عمر ، فقلت : كما أنت ، حتى أستأذن لك ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «ائذن له وبشّره بالجنة» ، فجاء عن يسار النبيّ صلىاللهعليهوسلم فكشف عن ساقيه فدلّاهما في البئر ، فامتلأ القفّ فلم يكن فيه مجلس ، ثم جاء عثمان ، فقلت : كما أنت حتى أستأذن لك ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «ائذن له وبشّره بالجنة معها بلاء يصيبه» ، فدخل فلم يجد معهم مجلسا ، فتحوّل حتى جاء مقابلهم على شفة البئر فكشف عن ساقيه ثم دلّاهما في البئر ، فجعلت أتمنّى أخا لي وأدعو الله أن يأتي. قال ابن المسيّب : فتأوّلت ذلك قبولهم اجتمعت هاهنا وانفرد عثمان».
ورواه في فضائل أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوسلم ٤ / ١٩٦ ـ ١٩٧ في باب قول النبيّ صلىاللهعليهوسلم : لو كنت متّخذا خليلا ، و ٤ / ٢٠١ ـ ٢٠٢ باب مناقب عمر بن الخطاب رضياللهعنه ، و ٤ / ٢٠٢ باب مناقب عثمان بن عفان رضياللهعنه ، و ٧ / ١٢٣ في كتاب الأدب ، باب نكت العود في الماء والطين ، ومسلم (٢٤٠٣) في فضائل الصحابة ، باب من فضائل عثمان بن عفان رضياللهعنه ، والترمذي (٣٧١١) في المناقب ، باب رقم (٦١) ، ورواه خيثمة بن سليمان في فضائل الصحابة ـ ج ٣ (انظر كتابنا : من حديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي ـ ص ٩٧ وما بعدها).