شأن خديجة
قال ابن إسحاق (١) : ثم إنّ «خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ» وهي أقرب منه صلىاللهعليهوسلم إلى قصيّ برجل ، كانت امرأة تاجرة ذات شرف ومال ، وكانت تستأجر الرجال في مالها (٢) ، وكانت قريش تجارا (٣) فعرضت على النّبيّ صلىاللهعليهوسلم أن يخرج في مال لها إلى الشّام (٤) ، ومعه غلام لها اسمه «ميسرة» ، فخرج إلى الشام ، فنزل تحت شجرة بقرب صومعة ، فأطلّ (٥) الرّاهب إلى ميسرة فقال : من هذا؟ (٦) فقال : رجل من قريش ، قال : ما نزل تحت هذه الشجرة إلّا نبيّ (٧).
ثم باع النّبيّ صلىاللهعليهوسلم تجارته وتعوّض ورجع ، فكان «ميسرة» ـ فيما
__________________
(١) سيرة ابن هشام ١ / ٢١٨ ، ٢١٢ السير والمغازي لابن إسحاق ٨١ ، تاريخ الطبري ٢ / ٢٨٠.
(٢) في السيرة والسير وتاريخ الطبري ، زيادة : «وتضاربهم إيّاه بشيء تجعله لهم منه».
(٣) في السيرة والسير وتاريخ الطبري «قوما تجارا».
(٤) في السيرة والسير وتاريخ الطبري زيادة : «وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار».
(٥) في السيرة والسيرة وتاريخ الطبري «فأطلع» ..
(٦) في المصادر المذكورة «من هذا الرجل الّذي نزل تحت هذه الشجرة».
(٧) قال السهيليّ في الروض ١ / ٢١١ : «يريد ما نزل تحتها هذه الساعة إلّا نبيّ ، ولم يرد : ما نزل تحتها قط إلّا نبيّ ، لبعد العهد بالأنبياء قبل ذلك ..».
وأقول : لقد ورد في المصادر السابقة لفظ «قط» والله أعلم.