وقال شعبة : أخبرني أبو حمزة ، نا زهدم ، أنّه سمع عمران بن حصين قال : قال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «خيركم قرني ، ثمّ الذين يلونهم ، ثمّ الذين يلونهم ، ثمّ يكون قوم بعدهم يخونون ولا يؤتمنون ، ويشهدون ولا يستشهدون ، وينذرون ولا يوفّون ، ويظهر فيهم السّمن». رواه مسلم (١).
والأحاديث الصحيحة والضعيفة في إخباره بما يكون بعده كثيرة إلى الغاية ، اقتصرنا على هذا القدر منها ، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ، نسأل الله تعالى أن يكتب الإيمان في قلوبنا ، وأن يؤيّدنا بروح منه (٢).
باب جامع من دلائل النّبوّة
قال سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس قال : كان منّا رجل من بني النّجّار قد قرأ البقرة ، وآل عمران ، وكان يكتب للنّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب ، قال : فرفعوه : قالوا : هذا كان يكتب لمحمد ، فأعجبوا به ، فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم ، فحفروا له فواروه ، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ، ثم عادوا فحفروا له فواروه ، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ، فتركوه منبوذا. رواه مسلم (٣).
وقال عبد الوارث ، عن عبد العزيز ، عن أنس قال : كان رجل نصرانيّا
__________________
التهذيب ٨ / ٤١١ رقم ٧٣٥ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٣١ رقم ٣ والحديث في : الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ٢٠٨٧ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٤٠٢ رقم ٦٩٣٠.
(١) في صحيحه (٢٥٣٥) في كتاب فضائل الصحابة ، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، وأبو داود في كتاب السّنّة ٤ / ٢١٤ رقم (٤٦٥٧) باب في فضل أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأحمد ٢ / ٨٤ و ١٩٩ و ٢٠٩.
(٢) كتب هنا في حاشية الأصل : «بلغت قراءة خليل بن أيبك على مؤلّفه ، فسخ الله في مدّته ، في الميعاد الثامن ، ولله الحمد والمنّة».
(٣) في صحيحه (٢٧٨١) في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم ، وأحمد ٣ / ٢٢٢.