ذكر مبعثه صلىاللهعليهوسلم
قال الزّهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : «أوّل ما بدئ به النّبيّ صلىاللهعليهوسلم من الوحي الرّؤيا الصّالحة (١) ثم حبّب إليه الخلاء ، فكان يأتي حراء فيتحنّث فيه ، أي يتعبّد اللّيالي ذوات العدد (٢) ويتزوّد لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها ، حتّى فجأه (٣) الحقّ وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فقال : اقرأ ، قال : فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطّني حتى بلغ منّي الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني الثانية فغطّني حتى بلغ منّي الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطّني الثالثة حتى بلغ منّي الجهد ، ثم أرسلني فقال : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) حتّى بلغ إلى قوله : (ما لَمْ
__________________
(١) في طبقات ابن سعد ١ / ١٩٤ وتاريخ الطبري ٢ / ٢٩٨ ، وسيرة ابن هشام ١ / ٢٦٦ ، ونهاية الأرب ١٦ / ١٦٨ ، وصفة الصفوة ١ / ٧٨ وغيره «الصادقة» بدل «الصالحة» وزاد بعدها في طبقات ابن سعد وغيره : «فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصّبح ، قالت : فمكث على ذلك ما شاء الله».
(٢) في طبقات ابن سعد «قبل أن يرجع إلى أهله».
(٣) في طبقات ابن سعد «فجئه».