بَعْدِي) (١) فرددته خاسئا. وفي لفظ : فأخذته ففدغته ، يعني خنقته. متّفق عليه (٢).
فصل
فيما ورد من هواتف الجان وأقوال الكهّان
قال ابن وهب : أنا عمر بن محمد ، حدّثني سالم بن عبد الله ، عن أبيه قال : ما سمعت عمر رضياللهعنه يقول لشيء قطّ إنّي لأظنّه كذا ، إلّا كان كما يظنّ ، فبينا عمر جالس إذ مرّ به رجل جميل فقال : لقد أخطأ ظنّي ، أو إنّ هذا على دينه في الجاهليّة ، أو لقد كان كاهنهم ، عليّ الرجل ، فدعي له ، فقال له عمر : لقد أخطأ ظنّي أو أنك على دينك في الجاهليّة ، أو لقد كنت كاهنهم ، فقال : ما رأيت كاليوم استقبل به رجل مسلّم ، قال فإنّي أعزم عليك إلّا ما أخبرتني ، فقال : كنت كاهنهم في الجاهلية ، فقال : فما أعجب ما جاءتك به جنّيتك؟ قال : بينا أنا (٣) جالس جاءتني أعرف فيها الفزع قالت :
ألم تر الجنّ وإبلاسها |
|
وياسها من بعد إنكاسها (٤) |
ولحوقها بالقلاص وأحلاسها (٥) |
__________________
(١) كذا ورد في الحديث ، ونصّ الآية ٣٥ في سورة ص (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً ..) كما في صحيح مسلّم.
(٢) أخرجه البخاري ١ / ٧٨ ـ ١١٩ في كتاب الصلاة ، باب الاغتسال إذا أسلّم وربط الأسير أيضا في المسجد .. ومسلّم (٥٤١) كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة والتعوّذ منه ، وجواز العمل القليل في الصلاة ، وأحمد في مسندة ٢ / ٢٩٨ ، عيون الأثر ١ / ١٣٦ ـ ١٣٩.
(٣) في صحيح البخاري «بينما أنا يوما في السوق جاءتني».
(٤) في الأصل و (ع) :
(ويأسها بعد وإبلاسها)
وما أثبتناه عن صحيح البخاري.
(٥) أي يئست من استراق السمع بعد أن كانت ألفته. والقلاص : جمع قلوص وهي النّاقة الشابّة ، والحلس كساء يجعل تحت رحل الإبل.