خرج خرؤه من فيه فمات منها ، وأمّا العاص فدخل في رأسه شبرقة (١) ، حتى امتلأت فمات منها ، وقال غيره : إنّه ركب إلى الطّائف حمارا فربض به على شوكة ، فدخلت في أخمصه فمات منها. حديث صحيح (٢).
دعاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم على قريش بالسّنة (٣)
قال الأعمش ، عن أبي الضّحى ، عن مسروق قال : بينما رجل يحدّث في المسجد (٤) ، إذ قال فيما يقول : يوم تأتي السّماء بدخان مبين ، قال : دخان يكون يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ، ويأخذ المؤمنين (٥) منه كهيئة الزّكمة (٦) ، فقمنا فدخلنا على عبد الله بن مسعود فأخبرناه فقال : أيّها النّاس من علم منكم علما فليقل به ، ومن لم يعلم فليقل : الله أعلم ، فإنّ من العلم أن يقول العالم لما لا يعلم (الله أعلم) قال الله لرسوله : (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) (٧). وسأحدّثكم عن الدّخان : إنّ قريشا لمّا استعصت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبطئوا عن الإسلام قال : «اللهمّ أعنّي عليهم بسبع كسبع
__________________
(١) نبت حجازيّ له شوك.
(٢) انظر : سيرة ابن هشام ٢ / ١٦٣ ، السير والمغازي ٢٧٣ ، دلائل النبوّة للبيهقي ٢ / ٨٥ ـ ٨٦ ، دلائل النبوّة لأبي نعيم ١ / ٩١ ، الروض الأنف للسهيلي ٢ / ١٦٧ ، الإكتفاء للكلاعيّ ١ / ٣٧٦ ، البداية والنهاية ٢ / ٨٥ ـ ٨٧ ، الدرّ المنثور للسيوطي ٤ / ١٠٧ عن الطبراني وابن مردويه.
(٣) الجدب والقحط.
(٤) عند البخاري «في كندة» بدل «في المسجد».
(٥) عند البخاري «المؤمن».
(٦) عند البخاري «الزكام» فنزعنا ، فأتيت ابن مسعود ، وكان متّكئا فغضب فجلس فقال : من علم ..».
(٧) سورة ص ـ الآية ٨٦.