وقال شريك ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : لمّا كان يوم صفّين (١) ، نادى مناد من أصحاب معاوية أصحاب عليّ : «أفيكم أويس القرنيّ»؟ قالوا : نعم ، فضرب دابّته حتى دخل معهم ، ثم قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «خير التّابعين أويس القرنيّ» (٢).
وقال الأعمش ، عن شقيق ، عن حذيفة قال : كنّا جلوسا عند عمر فقال : أيّكم يحفظ حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم في الفتنة؟ قلت : أنا ، قال : هات إنّك لجريء ، فقلت : ذكر فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره ، تكفّرها الصلاة والصّدقة والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ، قال : ليس هذا أعني ، إنّما أعني التي تموج موج البحر ، قلت : يا أمير المؤمنين ليس ينالك من تلك شيء ، إنّ بينك وبينها بابا مغلقا ، قال : أرأيت الباب يفتح أو يكسر؟ قال : لا ، بل يكسر ، قال إذا لا يغلق أبدا ، قلت : أجل ، فقلنا لحذيفة : أكان عمر يعلم من الباب؟ قال : نعم ، كما يعلم أنّ غدا دونه اللّيلة ، وذلك أنّي حدّثته حديثا ليس بالأغاليط ، فسأله مسروق : من الباب؟ قال : عمر. أخرجاه (٣).
وقال شريك بن أبي نمر ، عن ابن المسيّب ، عن أبي موسى الأشعريّ
__________________
(١) في (ع) «يوم حنين» وهو تصحيف.
(٢) إسناده ضعيف ، لضعف شريك ويزيد بن أبي زياد ، وهو في المستدرك للحاكم ٣ / ٤٠٢ ، وحلية الأولياء لأبي نعيم ٢ / ٨٦.
(٣) أخرجه البخاري ٨ / ٩٦ في كتاب الفتن ، باب الفتنة التي تموج كموج البحر ، وفي كتاب الزكاة ٢ / ١١٩ باب الصدقة تكفّر الخطيئة ، وفي كتاب الصوم ٢ / ٢٢٦ باب الصوم كفّارة ، وفيه لفظ «الصوم» بعد قوله «تكفّرها الصلاة» ، وفي كتاب المناقب ٤ / ١٧٤ باب علامات النبوّة في الإسلام ، ورواه مسلم (١٤٤) في كتاب الإيمان ، باب بيان أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا ، وإنه يأرز بين المسجدين ، و (١٤٤ / ٢٦) في كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب في الفتنة التي تموج كموج البحر ، والترمذي (٢٣٥٩) في كتاب الوصايا ، باب رقم (٦١) ، وقال : هذا حديث صحيح ، وابن ماجة (٣٩٥٥) في كتاب الفتن ، باب ما يكون من الفتن ، وأحمد في المسند ٥ / ٣٨٦ و ٤٠١ و ٤٠٥.