النّظر وأصوّبه لأفهمها ، فقلت ، اللهمّ فهّمنيها ، فعرفت إنّما أنزلت فينا لما كنّا نقول في أنفسنا ، ويقال فينا ، فرجعت فجلست على بعيري ، فلحقت برسول الله صلىاللهعليهوسلم (١) ، قال : فقتل هشام بأجنادين.
وقال عبد العزيز الدّراورديّ ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قدمنا من مكة فنزلنا العصبة (٢) عمر بن الخطّاب ، وأبو عبيدة ، وسالم مولى أبي حذيفة ، فكان يؤمّهم سالم ، لأنّه كان أكثرهم قرآنا (٣).
وقال إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء قال : أوّل من قدم علينا مصعب بن عمير ، فقلنا له : ما فعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : هو مكانه وأصحابه على أثري ، ثم أتى بعده عمرو بن أمّ مكتوم الأعمى أخو بني فهر ، ثم عمّار بن ياسر ، وسعد بن أبي وقّاص ، وابن مسعود ، وبلال ، ثم أتانا عمر بن الخطّاب في عشرين راكبا ، ثم أتانا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبو بكر معه ، فلم يقدم علينا رسول الله حتى قرأت سورا من المفصّل ، أخرجه مسلّم (٤).
وقال ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة قال : ومكث رسول
__________________
(١) سيرة ابن هشام ٢ / ٢١٩.
(٢) هو موضع في المدينة عند قباء ، وضبطه بعضهم بفتح العين والصاد ، على ما في تاج العروس ٣ / ٣٧٥ وقيّده في الأصل بضم العين وسكون الصاد ، وفي الحاشية : وقيل (العصبة) وضبطها بفتح الأول وسكون الثاني. (معجم ما استعجم ٣ / ٩٤٦).
(٣) قال في مجمع الزوائد ٩ / ٣٠٠ عن عائشة أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم سمع سالما مولى أبي حذيفة يقرأ من الليل ، فقال الحمد لله الّذي جعل في أمتي مثله. رواه البزّار ورجاله رجال الصحيح.
(٤) لم أجده في صحيح مسلّم ، وقد أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار ٤ / ٢٦٣ ـ ٢٦٤ باب مقدم النبيّ صلىاللهعليهوسلم وأصحابه المدينة ، ورواه في تفسير سورة سبّح اسم ربك الأعلى ، وفي فضائل القرآن ، باب تأليف القرآن ، وأحمد في المسند ١ / ٣ ، وابن أبي عاصم النبيل ٥٣ رقم ٩١ ، والمقريزي في إمتاع الأسماع ١ / ٣٤ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٦٣٤ ، وابن سعد في الطبقات ٤ / ٢٠٦ ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ١ / ٣٦١.