روى الشافعي عن مسلم عن ابن جريج (١) عن ابن أبي مليكة (٢) عن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت : «قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاتحة الكتاب ، فعد (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) آية منها و (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) آية ، (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) آية ، (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) آية ، (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) آية ، (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) آية ، (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) آية» (٣) ، وهذا نصّ صريح.
وروى الثعلبي في تفسيره بإسناده عن أبي بريدة (٤) عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ألا أخبرك بآية لم تنزل على أحد بعد سليمان بن داود ـ عليهماالسلام ـ غيري»؟ فقلت : بلى قال :
«بأي شيء يفتتح القرآن إذا افتتحت الصّلاة؟» قلت : ببسم الله الرحمن الرحيم قال : «هي هي» (٥). وهذا يدل على أنّ التسمية من القرآن.
وروى الثّعلبي بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ أنّ النبي ـ عليه الصّلاة والسلام ـ قال له : «كيف تقول إذا قمت إلى الصّلاة»؟ قال :
__________________
(١) عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم أبو الوليد وأبو خالد المكي الفقيه أحد الأعلام عن ابن أبي مليكة وعكرمة مرسلا. وعن طاوس ومجاهد ونافع وخلق. وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري أكبر منه والأوزاعي والسفيانان وخلق. قال أبو نعيم : مات سنة خمسين ومائة.
ينظر ترجمته في تهذيب الكمال : ٢ / ٨٥٥ ، تهذيب التهذيب : ٦ / ٤٠٢ (٨٥٥) تقريب التهذيب : ١ / ٥٢٠ (١٣٢٤) ، خلاصة تهذيب الكمال : ٢ / ١٧٨ ، الكاشف : ٢ / ٢١٠ ، تاريخ البخاري الكبير : ٥ / ٤٢٢ ، تاريخ البخاري الصغير : ٢ / ٩٨ ، ٩٩ ، ١١١ ، الجرح والتعديل : ٥ / ١٦٨٧ ، ميزان الاعتدال : ٢ / ٦٥٩ ، لسان الميزان : ٧ / ٢٩٢.
(٢) عبد الله بن عبيد الله بن زهير وهو أبو مليكة بن عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم التيمي أبو بكر المكي عن عائشة وأم سلمة وأسماء وابن عباس ، وأدرك ثلاثين من الصحابة رضي الله عنهم ، وعنه ابنه يحيى وعطاء وعمرو بن دينار. وثقه أبو حاتم وأبو زرعة.
قال البخاري : مات سنة سبع عشرة ومائة.
ينظر تهذيب الكمال : ٢ / ٧٠٧ ، تهذيب التهذيب : ٥ / ٣٠٦ (٥٢٣) ، تقريب التهذيب : ١ / ٤٣١ (٤٥٢) ، خلاصة تهذيب الكمال : ٢ / ٧٦ ، الكاشف : ٢ / ١٠٦ ، تاريخ البخاري الكبير : ٥ / ١٣٧.
(٣) أخرجه الدارقطني في السنن ١ / ٣٠٧ ، ٣١٦ باب وجوب قراءة بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ في الصلاة والجهر بها.
قال الدارقطني قوله عمر بن هارون البلخي قال فيه ابن مهدي وأحمد والنسائي متروك الحديث وقال يحيى كذاب خبيث وقال أبو داود غير ثقة وقال علي والدارقطني ضعيف جدا وقال ابن المديني ضعيف جدّا. اه.
(٤) بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث الأسلمي. روى عنه ابنه عبيد الله وأبو المليح عامر. له ١٦٤ حديثا. كان آخر من مات بخراسان من الصحابة ـ مات بمرو سنة ٦٢ ـ.
انظر خلاصة تهذيب الكمال : ١ / ١٢١.
(٥) ذكره السيوطي في الدر المنثور : ١ / ٧ ، وعزاه للطبراني والدارقطني والبيهقي بسند ضعيف عن بريدة.