لأنه أقبل لطبيعة النار ولمخالطتها والاستحالة إليها. وعلى أنه (١) من الجائز أن تكون بعض الأجسام المقسورة (٢) تتحرك إلى خلاف الطبيعة لمخالط غالب ، وبعضها لنفس تأكد هذه الاستحالة ، كما فى البخار المائى ، فإنه لو كان (٣) للنارية للزم ما قلناه. وأنت تعلم أنه لا علة ولا سبب لامتناع النارية من التخلص عن الماء ، حتى يحتاج إلى أن يستصحب الماء ، اللهم إلا أن يكون الماء صار بحيث يتحرك نحو حركتها موافقة (٤) لها ، لكنه بالحرى أن يبرهن على أن لكل جسم حيزا يخصه.
[الفصل الحادى عشر]
ك ـ فصل (٥)
فى اثبات أن لكل جسم (٦) حيزا واحدا طبيعيا وكيفية وجود الحيز
لكلية جسم ولأجزائه وللبسيط والمركب (٧)
نقول (٨) : إن كل معنى ، وكل صفة للجسم ، لا بد لذلك الجسم من أن يكون له ، فإن له منه شيئا طبيعيا. وهذا مثل الحيز ، فإنه لا جسم إلا ويلحقه أن يكون له حيز إما مكان ، وإما وضع ترتيب (٩). ومثل الشكل ، فإن كل جسم متناه ، وكل متناه فله شكل ضرورة ، وإن كل جسم فله كيفية ما أو صورة غير الجسمية لا محالة ، لأنه لا يخلو إما أن يسهل قبوله للتأثير والتشكيل ، أو يعسر ، أو لا يقبل. وكل هذا شيء غير الجسمية.
وقد يمكن أن نبين ملازمة الجسم لكيفيات أخرى فنقول : إن هذه الأشياء وما يجرى مجراها ، لا بد (١٠) أن يكون للجسم منها شيء طبيعى ضرورى ، وذلك لأن الواقع بالقهر والقسر عارض بسبب يعرض من خارج. وجوهر
__________________
(١) أنه : أن سا
(٢) المقسورة : المقصورة ط.
(٣) لو كان : لون د.
(٤) موافقة : موافقا سا.
(٥) فصل : فصل آب ؛ الفصل الحادى عشر ط ، م.
(٦) جسم : الجسم ط.
(٧) والمركب : وللمركب سا ، ط ، م.
(٨) نقول : فنقول ط.
(٩) ترتيب : وترتيب ط.
(١٠) لا بد : + من سا.