من السكون ، وإلى أن حكموا بأن الرحى تتفكك عند الحركة أجزاؤها بعضها من بعض تفككا لا يلزم أحدهما أن يتحرك مع الآخر ، بل يسكن أحدهما ويتحرك الآخر ، فلم يزل (١) أحدهما فى شناعة الطفرة ، والآخر فى شناعة التفكك.
[الفصل الرابع]
د ـ فصل (٢)
فى اثبات الراى الحق فيها وابطال الباطل
وإذ قد دللنا على اختلاف المذاهب فى مسألتنا هذه ، فلنبدأ بالدلالة على صحة المذهب (٣) الحق ، ثم لنحمل على الشكوك التي أوردها (٤) مخالفوه ، فنحلها حلا ، ونقول (٥) : أما المذهب (٦) القائل إن الجسم فيه أجزاء بالفعل غير متناهية ، فيظهر بطلانه من جهة استحالة قطع أشياء بلا نهاية فى زمان متناه ، ولأن إثبات الطفرة بين البطلان فى نفسه وبأن كل كثير فإنما هو من آحاد ، وإذا لم يكن واحد موجودا بالفعل لم يكن كثيرا (٧) فإذا (٨) لم يكن جزء واحد لم تكن أجزاء بلا نهاية له ، والجزء الواحد لا ينقسم من حيث هو واحد ، وإذا (٩) أضيف إليه آحاد أمثاله لم يخل إما أن تكون الإضافة على سبيل المماسة ، أو على سبيل المداخلة ، أو على سبيل الاتصال. فإن كان على سبيل الاتصال ، حدث المتصل من مقادير منها (١٠) محدودة فبطل الرأى ، وإن كان على سبيل المداخلة لم يحدث منها قدر وإن بلغت أضعافا لا نهاية لها فى الوجود ، وإن كان على سبيل الملاقاة فكل واحد من الجزءين يقتضى وضعا مخصوصا ، ويجب أن يكون له فى نفسه قدر جسمانى ، على ما نوضح من بعد ، فيكون جسما ، والجسم إذا قرن (١١) بأجسام أمثاله متناهية (١٢)
__________________
(١) يزل : يزد د.
(٢) فصل : فصل د ب ، الفصل الرابع م.
(٣) المذهب : المذاهب م.
(٤) أوردها : أوردناها م
(٥) ونقول : فنقول ط ، م
(٦) المذهب : المذاهب م.
(٧) كثيرا : كثير د ، ط
(٨) فإذا : وإذا ط.
(٩) وإذا : فإذا ط.
(١٠) منها : ساقطة من م.
(١١) قرن : اقترن ط.
(١٢) من ... متناهية : ساقطة من سا.