فالسكون عدم الحركة. وإذ قد (١) تكلمنا فى الحركة والسكون ، فحرى بنا أن نعرف حقيقة (٢) المعنى المسمى مكانا والمعنى المسمى زمانا ، إذ هما من الأمور السديدة المناسبة للحركة.
[الفصل (٣) الخامس]
ه ـ فصل
فى ابتداء القول فى المكان
وايراد حجج مبطليه ومثبتيه
أول ما يجب أن نفحص عنه من أمر المكان وجوده ، وأنه هل هاهنا مكان أم لا مكان البتة. على أنا نحن إنما نفهم بعد من اسم المكان لا ذاته ، بل نسبة إلى الجسم ، بأنه يسكن فيه ، ومنقل عنه وإليه بالحركة. فإن الفحص عن وجود الشيء قد يكون بعد تحقق ماهيته (٤) ، وقد يكون قبل تحقق ماهيته ، إذ (٥) كان قد وقف على عارض له مثلا قد وقف على أن هاهنا شيئا له النسبة المذكورة ، ولم يعلم ما ذلك الشيء وحينئذ (٦) يحتاج إذا فهمت تلك الماهية أن نبين وجودها (٧) ، ثم إن لم يكن وجود النسبة بينا لها احتيج إلى أن نبين أنها هى الماهية التي تخصها تلك النسبة. وهذا شيء قد بان لك فى موضع آخر.
فنقول : إن من الناس من نفى (٨) أن يكون (٩) للمكان وجود أصلا ، ومنهم من أوجب وجوده. فأما النفاة منهم ، فلهم أن يحتجوا بحجج ، منها ما تقرب منه عبارتنا هذه ، وهو أن (١٠) المكان إذا كان موجودا فلا يخلو (١١) من أن يكون جوهرا أو عرضا. فإن كان جوهرا ، فإما أن يكون (١٢) محسوسا أو جوهرا معقولا ، فإن كان جوهرا محسوسا
__________________
(١) وإذ قد : وقد د ؛ قد سا ، م
(٢) حقيقة : ساقطة من د ، سا ، م.
(٣) فصل : فصل ه ب ؛ الفصل الخامس م.
(٤) ماهيته (الأولى والثانية) : ماهية ط.
(٥) إذ : إذا ط ، م.
(٦) وحينئذ : حينئذ م.
(٧) وجود : + تلك ط.
(٨) نفى : تقر م
(٩) يكون : ساقطة من سا.
(١٠) وهو أن : وإن م
(١١) فلا يخلو : + إما ط.
(١٢) يكون : + جوهرا م.