على أحدهما معين ، أو يكونا في الحد المشترك بين الحيزين فيجوز أن تقفا فيه بالطبع ، وإن (١) غلب قوة أحدهما والقسر على المراح (٢) حاصل ، كان (٣) المكان للطبيعى مكان الغالب ، وإن كان أكثر من بسيطين وفيهما (٤) غالب فالحيز للغالب ، وإن تساوت غلب البسيطان اللذان جهتهما واحدة بالقياس إلى الموضع (٥) الذي فيه التركيب وحصل المركب فى أقرب الحيزين من حيز وقوع التركيب ولم يتجاوزه. إذ الجذب عنه إلى الجانبين سواء ، والإمساك فيه عن البسيط الذي يطلب ذلك الحيز لا يبطله تخالف الجذبين. وعسى أن لا يصح امتزاج من الأجسام البسيطة يتلازم به ، إلا وهناك غالب يجمع ويقسر الأجزاء الأخرى ، مانعا إياها عن الحركة إلى أحيازها الخاصة ، أو تكون الأجزاء قد تصغرت تصغرا لا يمكنها أن يفعل في الأجسام التي بينها وبين كلياتها خرقا ، أو يكون قوة قاسرة على الاجتماع غير قوى تلك البسائط.
فلنبين الآن (٦) أن لكل جسم طبيعى مبدأ حركة طبيعية ، حتى يكون لكل جسم حركة طبيعية وأنه على نوع واحد فقط.
[الفصل الثاني عشر]
ل ـ فصل (٧)
فى اثبات أن لكل جسم طبيعى مبدأ حركة وضعية أو مكانية
نقول : إن كل (٨) جسم لا يخلو إما أن يكون قابلا للنقل عن موضعه الذي هو فيه بالقسر ، أو غير قابل. فإن كان قابلا للنقل عن موضعه الذي هو فيه ، فإما أن يكون له في جوهره ميل إلى حيز ، أو لا يكون له ميل إليه البتة (٩). لكن كل (١٠) جسم فله مكان طبيعى ، أو حيز طبيعى تقتضى طبيعته الكون فيه ، وإنما خالف سائر الأجسام في
__________________
(١) وإن : فإن د ، سا.
(٢) المراح : المزاح د ؛ المرج سا ، ط ؛ المزح م
(٣) كان : + عن ط ، م
(٤) وفيهما : وفيها م.
(٥) الموضع : الموضوع ط.
(٦) الآن : ساقطة من د.
(٧) فصل : فصل ب ؛ الفصل الثاني عشر ط ، م.
(٨) كل : لكل م.
(٩) البتة : ساقطة من د
(١٠) كل : لكل ط.