[الفصل الخامس]
ه ـ فصل (١)
فى تعريف الطبيعة
نقول (٢) : إنه قد تقع عن الأجسام التي قبلنا أفعال وحركات ، فنجد بعضها صادرة عن أسباب خارجة عنها توجب فيها تلك الأفعال والحركات ، مثل تسخن (٣) الماء وصعود الحجر. ونجد بعضها يصدر عنها أفعال (٤) وحركات صدورا عن (٥) أنفسها (٦) من غير أن يستند صدورها عنها إلى سبب غريب ، كالماء ، فإنا إذا سخناه (٧) ثم خلينا عنه يبرد بطباعه ، والحجر إذا أصعدناه (٨) ثم خلينا عنه يهبط بطباعه ، وعسى أن يكون ظننا بالبذور في استحالتها نباتا والنطف في تكونها حيوانا (٩) قريبا (١٠) من هذا الظن ونجد أيضا الحيوانات تتصرف في أنواع حركتها بإرادتها ، ولا نرى أن قاسرا لها من خارج يصرفها تلك التصاريف ، فيرتسم في أنفسنا تخيل أن (١١) الحركات وبالجملة الأفعال والانفعالات الصادرة عن الأجسام قد يكون بسبب (١٢) خارج غريب ، وقد يكون عن ذاتها لا من خارج. ثم الذي يكون عن ذاتها لا من خارج (١٣) ، فحن في أول النظر نجوز أن يكون بعضه لازما طريقة واحدة لا ينحرف عنها ، ويكون بعضه مفنن (١٤) الطرائق (١٥) مختلفة (١٦) الوجوه. ومع ذلك فيجوز أن يكون كل واحد من الوجهين صادرا بإرادة وصادرا إلا عن إرادة ، بل كصدور الرض عن الحجر الهابط والإحراق (١٧) عن النار المشتعلة (١٨) ، فهذا ما يرتسم في أنفسنا.
__________________
(١) فصل : فصل ه ب ؛ ساقطة من د. الفصل الخامس ط. م.
(٢) نقول : فنقول سا ، ط.
(٣) تسخن : تسخين سا ، م.
(٤) أفعال ... عن : ساقطة من سا ، م.
(٥) عنها أفعال ... عن : ساقطة من د
(٦) عن أنفسها : لأنفسها د ، سا ، م
(٧) سخناه : أسخناه ط.
(٨) أصعدناه : صعدناه م.
(٩) حيوانا : حيوانات ب ، سا ، م
(١٠) قريبا : قريب سا.
(١١) أن (الثانية : + تلك ط.
(١٢) بسبب : لسبب ط.
(١٣) ثم ... خارج : ساقطة من سا.
(١٤) مفنن : متفننن ط
(١٥) الطرائق : الطلاق د
(١٦) مختلفة : مختلف سا ، م.
(١٧) والاحراق : والاحتراق سا.
(١٨) المشتعلة : المشعلة م.