عنده إلّا فُواقَ نَاقَةٍ وفِيقَةَ ناقةٍ أي قليلاً ، وذلك أن الناقة تُحلب في اليوم خمس مرّات أو ستّ مرّات فما اجتمع بين الحلبتين فهو فِيقَةٌ. «وما بلِلتُ منه بأفْوَقَ نَاصِل». ويقولون : رمينا فُواقاً واحداً أي رِشقاً. وأقبِلْ على أفواق نَبْلك ؛ قال عبيدة :
فأقبِلْ على أفواق نبلك إنّما |
|
تكلّفتَ بالأشياء ما هو ذاهبُ |
ويقال : له من كذا سهمٌ ذو فُوقٍ أي حظّ كامل. وسهمٌ أفوقُ أي ناقص. ويقال للرَّجل إذا أخذ في فنٍّ من الكلام : خذ في فُوقٍ أحسنَ منه. وارجع إن شئتَ في فُوقي أي كما كنّا عليه من المُؤاخاة ؛ قال :
هل أنتِ قائلة خيراً وتاركَةٌ |
|
شَرّاً وراجعَةٌ إن شئتِ في فُوقي |
وكان فلان لأوّل فُوقٍ أي أوّل مَرْميٍّ وهالكٍ ؛ قال أميّة :
دار قومي بمنزلٍ غير ضَنْكٍ |
|
من يُرِدنا يكن لأوَّلِ فُوقِ |
ويقال لمن مضى ولم يرجع : ما ارتدّ على فُوقٍ. وفعلتَ فَعْلةً لا تَرْتَدّ على فُوقٍ. وأفاق الزمانُ : جاء بالخِصب بعد الضّيق ؛ قال الأعشى :
المُهينِين ما لهم في زمان السَّ |
|
وْء حتى إذا أفاقَ أفاقُوا |
فوم ـ فوِّموا لنا أي اخْبزوا من الفُوم وهو البُرُّ ، وقيل : الخُبز.
فوه ـ ما فهتُ بكلمةٍ وما تفوَّهتُ بها وفاوهتُه بكذا ، وتفاوهوا به. وكان الأحنف مفوَّهاً منطيقاً. ورجلٌ أفوهُ وامرأة فَوهاء ، وزوَّجوني فَوْهاء شَوهاء : واسعة الفم قبيحة. وفرس فوهاء شوهاء : حديدة النّفْس. ورجلٌ فَيِّهٌ ومستفيهٌ : أكول ، واستفاهَ فلانٌ : اشتدّ أكله بعد قلّته. ورأيته عند فُوَّهَة النهر وفُوَّهة الزُّقاق. وتَفَوَّهَ الزُّقاقَ : دخله. وفي الحديث : «إنّه خرج فلمّا تفوّه البقيعَ قال السلام عليكم». وعنده أفواه الطِّيب وأفاويهُ الطِّيب. وشرابٌ مفوَّهٌ : مطيَّبٌ. وتقول : مِنطيق مفوَّهٌ ومنطق مفوَّه. وقد أصاب المالُ من أفواه البقل أي من أخلاطه وصنوفه ؛ قال :
بها قضبُ الرَّيحانِ تَندَى وحَنوَةٌ |
|
ومن كلِ أفواهِ البُقولِ بها بقْلُ |
وتقول : إنَّ ردَّ الفُوهَةِ لشديدٌ ، وهي القالة.
ومن المجاز : مَحالةٌ فَوهاء : بيّنة الفوَهِ إذا اتّسعت وطالت أسنانها. وطعنةٌ فوهاء : واسعة. ودخلوا في أفواه البلد وخرجوا من أرجله وهي أوائله وأواخره ؛ قال ذو الرُّمّة :
ولوْ قمتُ مذ قام ابن ليلى لقد هوَتْ |
|
ركابي بأفواه السّماوةِ والرِّجلِ |
أي لو قمت من مرضي منذ وُلِّيَ عبد العزيز بن مروان لسرت إليه. وطلعتْ علينا فُوَّهَةُ إبلك أي أوّلها. ويقال : سَقَطَ فُوه ولا فُضّ فُوه أي ثغره ، وسقط لفِيه أي لوجهه. «ولو وجدت إليه فَاكَرِشٍ» أي أدنى طريق. «وفاها لفيك» أي جعل الله فم الداهية لفيك أي كفحتك الداهيةُ ؛ قال الكميت :
ولا أقولُ لذي ذنبٍ وآصرَةٍ |
|
فاهَا لفيك على حالٍ من العطبِ |
وجرَّ فلانٌ إبله على أفواهها إذا تركها ترعى وتسير ، وسقى إبله على أفواهها إذا نزع لها الماء وهي تشرب.
فهد ـ «أنوَم من فَهْدٍ» ، وتقول : كنتَ لي دائم السهد فنمتَ عني نومة الفهد. وفهِدْتَ عني فَهَداً : غفلتَ. وفي حديث أمّ زرع : زوجي إن دخَلَ فَهِد وإن خرج أَسِد ولا يَسأل عمّا عَهِد. وفرس شديد الفَهْدتين وهما لحمتان كالفِهرين ناتئتان في زوْره ؛ قال أبو دؤاد :
كأنّ الغضون من الفَهدتين |
|
إلى بلدَةِ الزَّوْرِ حَبْكُ العَقِدْ |
فهر ـ اضرب الوتِد بالفِهر ، وهي مؤنثة وبتصغيرها سُمّي أبو عامر بن فُهَيْرةَ. وتقول : فلان يتلصّص كالفُوَيره ثمّ يصبر على الضرب كالفُهَيره. وقعد يرمي في حلقه أمثال الأفهار أي يدهور اللّقم. وكأنّهم اليهود خرجوا من فُهْرِهم وهو مدراسهم تعريب بُهْر بالعبرانيّة. ونهَى رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن الفَهَر(وتُسكَّن). وهو أن يخالط إحدى جاريتيه ويُنزلَ مع الأخرى.