تفورُ علينا قِدرُهم فَنُديمُها |
|
ونَفْثَؤها عَنّا إذا حَمْيُها غلا |
وشرب فَوْرة العُقار وهي طُفَاوتها وما فار منها. وأخذتُ الشيء بفوْرته أي بحداثته. وقَفَلوا من غَزْوة وخرجوا من فَوْرهم إلى أخرى. وانظر إلى فَوَّارتَيْ ورِكيه وهما اللّتان تفوران أي تتحرّكان إذا مشى الفرسُ ، ويقال لهما : فوَّارتا الوَرك ودَوّارتَاه ، ومنه قولهم : «لا أفعل ذلك ما لألأتِ الفُورُ» أي بَصبَصت التي تفور بأذنابها أي تُحرّكها ، قيل : هي الظّباء ، وقيل : أولاد الأرْوَى.
فوز ـ طوبَى لمن فاز بالثواب وفاز من العِقاب ؛ أي ظفر ونجا. وهو بمَفَازة من العذاب أي بمنجاة منه. وضربوا الفازات أي الفَسَاطيط. وتقول : تلك الفازه فيها المفازه أي المَفْلَحة.
ومن المجاز : المفازة للفلاة ؛ سمِّيتْ باسم المَنْجاة على سبيل التفاؤل. وفَوَّز المسافِرُ : رَكب المفازةَ ومضى فيها ؛ قال حسّان :
للهِ دَرُّ رافِعٍ أنّى اهتدَى |
|
فَوَّز من قُراقِر إلى سُوَى |
وفوّز بإبله. وفوّز الرجلُ : مات فصار في مفازَةِ ما بين الدنيا والآخرة من البَرزخ الممدود أو لأن المفازة صارت اسماً للمَهْلَكَة فأُخذ منها فَوَّز بمعنى هلك. وفاز سهمُه ، وخرج له سهمٌ فائِز إذا غلب. وفاز بفائزة أي بشيء يسرّه ويصيب به الفوز. وتقول : فاز فلان بفائزةٍ هَنِيّه وأجيز بجائزةٍ سَنِيّه.
فوض ـ (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ). وفاوضتُه في أمري : جاريتُه ، وكانت بيننا مفاوضاتٌ ومُخاوضاتٌ. وبنو فلان فَوْضَى : مُختلطون لا أمير عليهم ؛ قال :
لا يَصْلُحُ النّاسُ فَوْضَى لا سَرَاةَ لهم |
|
ولا سَرَاةَ إذا جهّالهم سادوا |
ومالُهم فَوْضَى بينهم : مُخْتَلِط من أراد منهم شيئاً أخذه ؛ قال :
طعامهمُ فَوْضَى فَضاً في رِحالهم |
|
ولا يُحسِنُونَ السِّرّ إلّا تَنَادِيا |
أي مختلط واسع لا يَخبأون منه شيئاً بل يَتداعَوْن إليه ، ومنه : شركة المُفاوضة وهي المُساواة والمُخالطة. وتفاوض الشريكان : تساويا.
فوع ـ وجدتُ فَوْعَة الطِّيب وفَوْحته وفَوْرته وخَمْرته ؛ وذلك حِدَّة ريحه وشِدّتها إذا اختَمَر. وأتيتُه فَوْعَة النهار وفَوْعةَ الضُّحَى وهي ارتفاعه. وكان ذلك في فوْعَةِ الشباب.
فوف ـ تقول : شعر كأنّه أفْواف الوشي ، وحُلّةٌ أفوافٌ. وبُرد مُفوّف : أصله من الفُوف وهو نُقَط بياض في أظفار الأحداث ، الواحدة فوفة.
ومن المجاز : رأيت كفّاً عن الخير مكفوفه لا تعطي أحداً أبداً فوفه ؛ وقال :
فأرسلتُ إلى سَلمى |
|
بأنّ النّفسَ مشغوفهْ |
فما جادتْ لَنا سَلمى |
|
بزِنْجيرٍ وَلا فوفَهْ |
ويقولون : ما فاف فلانٌ لفلان ولا زنْجَر ؛ وهو أن يقول بظُفُر إبهامه على ظفر سَبّابته : ولا مثل ذا ، ثمّ يَقْرع بينهما. وتقول : شكونا إلى سِنْجر فما فاف لنا ولا زنجر.
فوق ـ ما بقي في كِنانتي إلّا سَهْمٌ أفْوَقُ وهو الذي في إحدى زَنَمتَيه كَسْر أو مَيْل ، وفوَّق السّهمَ : جعل الوَتَرَ في فُوقه عند الرّمي. وتقول : لا زلتَ للخير مُوَفَّقا وسهمُك في الكرم مُفَوّقا. وفوّقه : جعل له فُوقاً. وفاقَه : كسر فُوقَه. وفاق قومه : فَضَلهم. ورجُل فائِق في العلم ، وهو يتفوّق على قومه. وفوّقتُه عليهم : فضّلتُه. وأفاق فلان من المرض واستفاق. وفلان مدمِن لا يَستفيق من الشَّراب. وتفوَّق الفصيلُ أمَّه : رَضَعَها فُوَاقاً فُوَاقاً ، وفوّقه الرّاعي.
ومن المجاز : تفوّقتُ الماءَ : شربتُه شيئاً بعد شيء ، وتفوّقتُ مالي : أنفقتُه على مهل ؛ قال :
تفوّقتُ مالي من طريفٍ وتالدٍ |
|
تَفَوُّقيَ الصّهباءَ من حَلَب الكَرْم |
وتفوّقتُ وِرْدي : أخذتُه قليلاً قليلاً. وأتيتُه فِيقَة الضحى ومَيْعته ، وخرجنا بعد أفاويق من اللّيل. ومجّتْ السّحابةُ أفاويقَها. وأرضعني أفاويقَ بِرّه. وفوّقَني الأماني. وما أقام