إلى الطبراني : حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد القصاص البصري ، أنبأنا دينار بن عبد الله مولى أنس بن مالك ، حدثني أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «طوبى لمن رآني وآمن بي ، ومن رأى من رآني وآمن بي ، ومن رأى من رأى من رآني».
ثم قال الرعيني : وتصانيف أبي حيان تزيد على خمسين ما بين طويل وقصير ، ثم قال الرعيني : وخرج أبو حيان من الأندلس مفتتح سنة ٦٧٩ ، واستوطن القاهرة بعد حجه ، وأنشد لشيخه أبي الحسن الزّجّاج (١) : [بحر الطويل]
رضيت كفافي رتبة ومعيشة |
|
فلست أسامي موسرا ووجيها |
ومن جر أثواب الزمان طويلة |
|
فلا بد يوما أن سيعثر فيها |
وأنشد بإسناده لموسى بن أبي تليد : [بحر المنسرح]
حالي مع الدهر في تقلّبه |
|
كطائر ضم رجله شرك |
فهمه في خلاص مهجته |
|
يروم تخليصها فتشتبك |
ثم أورد الرعيني جملة من نظم الإمام أبي حيان ، منها قوله : [بحر الطويل]
أريد من الدنيا ثلاثا وإنها |
|
لغاية مطلوب لمن هو طالب |
تلاوة قرآن ، ونفس عفيفة ، |
|
وإكثار أعمال عليها أواظب (٢) |
وقوله : [بحر البسيط]
أرحت روحي من الإيناس بالناس |
|
لما غنيت عن الأكياس بالياس (٣) |
وصرت في البيت وحدي لا أرى أحدا |
|
بنات فكري وكتبي هنّ جلاسي |
وقوله : [بحر الطويل]
وزهدني في جمعي المال أنه |
|
إذا ما انتهى عند الفتى فارق العمرا |
فلا روحه يوما أراح من العنا |
|
ولم يكتسب حمدا ولم يدخر أجرا |
وقوله : [بحر الوافر]
__________________
(١) كذا في أ ، ب ، ه. وفي ب : «الدباج» ، وفي نسخة عند ه : «الدجاج».
(٢) أواضب : أداوم.
(٣) الأكياس : جمع كيس ، وهو الظريف ، الفطن ، الحسن الفهم والأدب.