ووعدتني وعدا حسبتك صادقا |
|
فجعلت من طمعي أجيء وأذهب |
فإذا جمعت أنا وأنت بمجلس |
|
قالوا : مسيلمة وهذا أشعب (١) |
٦٦ ـ ومنهم إبراهيم بن سليمان الشامي.
دخل الأندلس من المشرق في أخريات أيام الحكم شاديا للشعر ، وهو من موالي بني أمية ، ولم ينفق على الحكم ، وتحرّك في أيام ولده الأمير عبد الرحمن فنفق عليه ، ووصله ، ثم في أيام الأمير محمد بن عبد الرحمن ، وكان أدرك بالمشرق كبار المحدثين كأبي نواس وأبي العتاهية.
ومن شعره ما كتب به إلى الأمير عبد الرحمن : [بحر الكامل]
يا من تعالى من أميّة في الذّرى |
|
قدما فأصبح عالي الأركان |
إنّ الغمام غياثه في وقته |
|
والغيث من كفّيك كلّ أوان |
فالغيث قد عمّ البلاد وأهلها |
|
وظمئت بينهم فبلّ لساني |
وله في الأمير عبد الرحمن بن الحكم : [بحر الطويل]
ومن عبد شمس بالمغارب عصبة |
|
فأسعدها الرحمن حيث أحلّها |
دحا تحتها مهدا من العزّ آمنا |
|
ومدّ جناحا فوقها فأظلّها (٢) |
٦٧ ـ ومنهم أبو بكر بن الأزرق ، وهو محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن حامد بن موسى بن العباس بن محمد بن يزيد ، وهو الحصني ، ابن محمد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان.
من أهل مصر ، خرج من مصر سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة ، وصار إلى القيروان ، وامتحن بها مع الشيعة ، وأقام محبوسا بالمهدية ، ثم أطلق ووصل الأندلس سنة تسع وأربعين ، فأحسن إليه المستنصر بالله الحكم ، وكان أديبا حكيما ، سمع من خاله أبي بكر أحمد بن مسعود الزهري ، وولد سنة تسع عشرة وثلاثمائة بمصر ، وتوفي بقرطبة في ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ، رحمه الله تعالى!
٦٨ ـ ومن الوافدين على الأندلس من المشرق رئيس المغنين أبو الحسن علي بن نافع ، الملقب بزرياب ، مولى أمير المؤمنين المهدي العباسي.
قال في «المقتبس» زرياب لقب غلب عليه ببلاده من أجل سواد لونه ، مع فصاحة
__________________
(١) مسيلمة : هو مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة زمن النبي صلى الله عليه وسلم وقتل في حروب الردة. وأشعب مضرب المثل في الطمع. وفي ب : «اجتمعت».
(٢) دحا الله الأرض : بسطها.