إلى حدود الخمسين وأربعمائة ، وكان من أصحاب أبي عمر الطّلمنكي وملازميه لقراءة القرآن ، وطلب العلم مع أبي محمد الشّنتجالي وأبي أيوب الزاهد إمام مسجد الكوّائين بقرطبة ، وجاور بمكة طويلا ، وأقرأ على مقربة من باب الصفا ، وكان الشّيبيون يكرمونه ويفرجون له لضعفه عند دخوله البيت الحرام ، ذكره الطبني ، قال ابن الأبار : وأحسبه المذكور في برنامج الخولاني ، والذي قرأ لهم أكثر المدونة على أبي عمر أحمد (١) بن محمد الزيات ، انتهى.
٢٠٢ ـ ومنهم أبو الطاهر الأندلسي ، من أهل لبلة (٢).
نزل مصر ، وكانت له حلقة بجامع عمرو بن العاص ، وكان ـ رحمه الله تعالى! ـ نحويا له شعر وترسيل وتعلق بالملوك للتأديب بالنحو ، ثم ترك ذلك.
٢٠٣ ـ ومنهم أبو محمد طارق بن موسى بن يعيش ، المنصفي ، المخزومي.
والمنصفي نسبة إلى قرية بغربي بلنسية ، ويكنى أيضا أبا الحسن ، رحل قبل العشرين وخمسمائة ، فأدى الفريضة ، وجاور بمكة ، وسمع بها من أبي عبد الله الحسين بن علي الطبري ، ومن الشريف أبي محمد عبد الباقي الزهري المعروف بشقران أخذ عنه كتاب «الإحياء» للغزالي عن مؤلفه ، وسمع بالإسكندرية من أبي بكر الطرطوشي وأبي الحسن بن مشرف وأبي عبد الله الرازي وأبي طاهر السّلفي وغيرهم ثم قفل إلى بلده فحدث ، وأخذ الناس عنه ، وسمعوا منه ، وكان شيخا صالحا عالي الرواية ثقة ، قال ابن عياد : لم ألق أفضل منه ، وكان مجاب الدعوة ، وحدث عنه بالسماع والإجازة جلّة ، منهم أبو الحسن بن هذيل وأبو محمد القلّني (٣) وأبو مروان بن الصّيقل وأبو العباس الإقليشي وأبو بكر بن خير وابن سعد الخير وأبو محمد عبد الحق الإشبيلي وأبو بكر بن جزى وغيرهم ، ثم رحل ثانية إلى المشرق مع صهره أبي العباس الأقليشي وأبي الوليد بن خيرة الحافظ سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة ، وقد نيف على السبعين ، فأقام بمكة مجاورا إلى أن توفي بها عن سن عالية ـ رحمه الله تعالى! ـ سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
٢٠٤ ـ ومنهم محمد بن إبراهيم بن مزين الأودي.
من أهل أكشونية (٤) غربي الأندلس ، يكنى أبا مضر ، ولاه عبد الرحمن بن معاوية قضاء
__________________
(١) كذا في ب ، ج. وفي ه : على أبي أحمد بن محمد.
(٢) لبلة : هي قصبة كورة بالأندلس ، تقع غرب قرطبة (معجم البلدان ج ٥ ص ١٠).
(٣) في ب : «القلّني».
(٤) أكشونية : «مدينة بالأندلس يتصل عملها بعمل أشبونة ، وهي غربي قرطبة ، وهي مدينة برية بحرية كثيرة الخيرات. (معجم البلدان ج ١ ص ٢٤٠).