لو كنت أملك من دهري جناحين |
|
لطرت لكنه فيكم جنى حيني |
يا سادة نلت في مصر بهم شرفا |
|
أرقى به شرفا ينأى عن العين |
وإن جرى لسما كيوان ذكر علا |
|
أحلني فضلهم فوق السماكين |
وليس غير أثير الدين أثّله |
|
فشاد ما شاد لي حقا بلا مين (١) |
حبر ولو قلت إن الباء رتبتها |
|
من قبل صدّقك الأقوام في ذين |
أحيا علوما أمات الدهر أكثرها |
|
مذ جلّدت خلّدت ما بين دفين |
يا واحد العصر ما قولي بمتهم |
|
ولا أحاشي امرأ بين الفريقين |
هذي العلوم بدت من سيبويه كما |
|
قالوا وفيك انتهت يا ثاني اثنين |
قدم لها وبودي لو أكون فدى |
|
لما ينالك في الأيام من شين (٢) |
يا سيبويه الورى في الدهر لا عجب |
|
إذا الخليل غدا يفديك بالعين (٣) |
يقبل الأرض وينهى ما هو عليه من الأشواق التي برّحت (٤) بألمها ، وأجرت الدموع دما ، وهذا الطرس الأحمر يشهد بدمها ، وأربت بسحّها (٥) على السحائب ، وأين دوام هذه من ديمها ، وفرقت الأوصال (٦) على السقم لوجود عدمها : [بحر الطويل]
فيا شوق ما أبقى ، ويا لي من النوى |
|
ويا دمع ما أجرى ، ويا قلب ما أصبى (٧) |
ويذكر ولاءه الذي تسجع به في الأرض الحمائم ، يسير تحت لوائه مسير الرياح بين الغمائم ، وثناءه الذي يتضوّع كالزهر بين الكمائم ، ويتنسّم تنسّم هامات الربا إذا لبست من الربيع ملوّنات العمائم ، ويشهد الله على ما قد قلته والله سبحانه نعم الشهيد.
فكتب هو الجواب عن ذلك ولكنه عدم مني.
وأنشدته يوما لنفسي : [بحر الخفيف]
__________________
(١) أثل : أثل المال : نماه ، وأثل الشيء كثره. وأثل المجد : جناه. والمين : الكذب.
(٢) في ب : «فدم لها» ..
(٣) الخليل : هو الخليل بن أحمد الفراهيدي. والعين : كتاب العين للخليل ، وفي البيت تورية.
(٤) برحت : آلمت وأوجعت.
(٥) السحّ : توالي المطر وانصبابه.
(٦) الأوصال : المفاصل بين الأعضاء.
(٧) البيت لأبي الطيب المتنبي.