٣ ـ الأدلّة الأربعة
الكتاب
إنّ الكتاب من أهم المصادر الشرعية للاستنباط ، فلا محيص للفقيه من مراجعة الكتاب واستنطاقه ، وقد نقل عن بعض أصحابنا الأخباريين عدم حجّية ظواهر الكتاب ، وهذا ما يندى له الجبين ، إذ كيف تكون المعجزة الكبرى للنبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) مسلوبة الحجية. ولعل اقتصارهم على السنّة كان رد فعل لما رواه البخاري عن عمر بن الخطاب انّه قال عند ما طلب النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) القلم والدواة ليكتب كتاباً للأُمّة لئلّا يضلّوا بعده : حسبنا كتاب الله. (١)
وعلى كلّ تقدير فالاقتصار على الكتاب كالاقتصار على السنّة على طرفي الإفراط والتفريط.
والمراد من حجّية ظواهر القرآن في مجال الفقه مضافاً إلى موارده الخاصة هو التمسك بعموماته ومطلقاته بعد الفحص عن القرائن العقلية أو اللفظية المتصلة أو الحالية المنقولة بخبر الثقة خصوصاً بعد الفحص عن مقيداته ومخصصاته في أحاديث العترة الطاهرة ، فإذا تمت هذه الأُمور فهل يتمسك بظواهر القرآن في موردها؟
ذهب علماء الأُصول إلى وجوب الاستضاءة بنور القرآن فيما يدل عليه
__________________
(١). صحيح البخاري : ٣٠ / ١ ، كتاب العلم ، باب كتابة العلم.