من غير أن يتّعظوا ويأخذوا العبر !
إنَّ تحت هذه القباب مفاعلات نووية من شكل حديث ، وإنَّ على هذه المآذن رؤوساً نووية من شكل جديد ، تستمدّ منها القلوب والأرواح والعقول الطاقة والقوّة الخارقة ، فإنَّ تحتها أجساداً كريمة شريفة ترفرف حولها أرواح أبية ، أبت الضيم ، وصرخت بصوتٍ عالٍ :
« إنّي لا اُعطيكم بيدي إعطاء الذليل... » (١).
« إنّي ما خرجت أشراً ولا بطراً ، ولكنّي خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدّي محمدٍ صلىاللهعليهوآله... » (٢).
والذي يقرأ التاريخ يجد أنّ الطغاة لم يكتفوا بقطع الرؤوس وترك الأجساد على الرمضاء فحسب ، وإنّما حاولوا كثيراً طمس كلِّ ما من شأنه الثورة والثائرين على الباطل ، ودرسَ معالم الدين الذي جاء لإحقاق الحق وإزهاق الباطل ، ويأبي الباطل على مرِّ الزمان إلّا أن يكشف عن وجهه القبيح ؛ لكي لا يترك لنفسه حجة بعدها يحتج بها ، وقد ظهرت كرامات وآيات بيّنات للعدوّ الظالم المتعجرف في أفراده وقياداته ، سيكشف عنها المستقبل القريب ، وكيف أنّهم مُسخوا ، وابتلوا بأمراض مستعصية : ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) (٣)
( وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (٤).
___________________________________
١ ـ تاريخ الطبري : ٥ / ٤٢٥.
٢ ـ المناقب لابن شهرآشوب : ٣ / ٢٤١.
٣ ـ الشعراء : ٢٢٧.
٤ ـ الأعراف : ١٢٨ ؛ والقصص : ٨٣.