فالرَتقُ يتّسع ، والحقيقة
تظهر للعيان ، ويومها لاينفع الندم.
حدثني محمد بن عمرو بن عباس الباهلي ، ثنا
الأصمعي قال : قال سفيان الثوري : ما وُلِدَ مولود بالكوفة أو في هذه الاُمّة أضرّ عليهم من أبي حنيفة ! قال : وزعم سفيان الثوري أنّ أبا حنيفة استُتيب مرّتين. ( إسناده حسن ) .
حدثني سفيان بن وكيع : سمعت أبي يقول : إذا
ذُكر أبو حنيفة في مجلس سفيان كان يقول : نعوذ بالله من شرِّ النبطي إذا استعرب. ( إسناده حسن ) .
حدثني منصور بن أبي مزاحم : سمعت مالك
بن أنس ذكر أبا حنيفة فذكره بكلام سوء ، وقال : كادَ الدينَ ! وقال : مَن كاد الدين فليس من الدين. ( رجاله ثقات ) .
وامصيبتاه ! أنس بن مالك من أحد أقطاب
أئمة المذاهب المعروفين يقول : أبو حنيفة كاد الدين ، ولكيده الدين فليس من الدين.
هذه هي الاُخرى تحذف وتحلّ محلّها فضيلة
من الفضائل....
وإلّا وامصيبتاه !!
تُهدَّم قبور الأئمة عليهمالسلام في البقيع ، وتُنسف
قبورهم في سامراء ، ويُحرث قبر الحسين عليهالسلام
في كربلاء ، وتُضرب قبّة الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام
ولا أحد يمسّ شيئاً بأبي حنيفة ، وهذا ما قرأناه عن أئمة المذاهب : المالكي والحنبلي وأهل الحديث والحفّاظ وعَلِيَّة القوم في أوثق الكتب والمصادر.
حدثني منصور مرّةً اُخرى ، قال : سمعت
مالكاً يقول في أبي حنيفة قولاً يخرجه من الدين ، وقال : ما كاد أبو حنيفة إلّا الدينَ. ( رجاله
___________________________________