وفيه كذلك : حدثنا يونس بن عبيد الأعلى ، ثنا ابن وهب ، أنبأنا ابن جريح ، عن أيوب بن هاني ، عن مسروق بن الأجدع ، عن ابن مسعود : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال :
« كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، فزوروها فإنّها تزهّد في الدنيا ، وتذكّر الآخرة » (١).
« زوروا القبور » أمر لا يقبل التأويل ، وفي الثاني : رخّص في زيارة القبور ، وفي الثالث : كان قد نهى عن زيارة القبور ، ثم أمر ، لأنّها تزهّد في الدنيا ، وتذكّر الآخرة.
تلك نصوص صريحة ، وصحيحة ، وبأسانيد حسنة ، رجالها ثقات ، وباقي رجالها على شرط مسلم.
وهل بعد الحقّ إلّا الضلال ؟
وهل بعد المعروف إلّا المنكر ؟
فأنتم بحكم هذه الأحاديث محكومون بأن لا حرمة في زيارة القبور ، ولا شيء من هذا القبيل يوجب التكفير والإخراج من ربقة الإسلام ، وأنتم بنهيكم تقطعون الصلة بأصحاب القبور ، وتندرس القبور وتندرس سيرة أصحابها ، ولكن أبىٰ الله تعالىٰ إلّا أن يتمّ نوره ، فهذا قبر اُمّنا حواء عليهاالسلام وهي صفحة من صفحات التاريخ ، هذا قبر آدم ونوح وهود وصالح عليهماالسلام ، وبقيّة الأنبياء شاخصة هي الاُخرى صفحة من صفحات التاريخ.
___________________________________
١ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٥٠٠ ـ ٥٠١ / ١٥٧١.