أجساد
الشهداء طريّة
لا يخفى ما للأرض من تأثير على أجساد
الموتى.
والحال : ثقل التراب ، وانعدام الهواء ،
ولا دواء ، ووجود الدود ، وغيره ، كلّ اُولئك مبعث تفسّخ الأجساد والموادّ الحيّة ، ولكنّ الله تعالى حَبا الشهداء في الدنيا ما يُغبَطُون عليه ، وكأنّهم في الأجداث نيام تفوح منهم رائحة المسك والعنبر ، طرية أجسادهم ، لم تصغر أكفانهم ، ولم تفسد دماؤهم ، عبرة وموعظة...
فالذي أماته الله مائة عام ثمّ بعثه لم
يتسنّه طعامه ، ولم يتغيّر شرابه وملابسه...
وأصحاب الكهف الذين لبثوا في كهفهم
ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً ، فبعثهم ليكونوا آيةً للناس ، لا يعلمهم إلّا الله والراسخون في العلم...
قال الواقدي : وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم اُحد :
« ادفنوا عبدالله بن عمرو ابن حزام
وعمرو بن الجموح في قبر واحد »
.
ويقال : إنّهما وُجِدا وقد مُثِّل بهما
كلّ مثلة ، قُطعت آرابهما عضواً عضواً ، فلا تُعرف أبدانهما.
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله :
« إدفنوهما في قبر واحد ».
___________________________________