ما بالكم يا إخوة الإسلام ؟ كيف تحكمون على اُمةٍ آمنت بربّها ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر ، وأدّت الفرائض والواجبات ، وأمرت بالمعروف ونهت عن المنكر ، وأقامت الصلاة ، وآتت الزكاة ، وأطاعت في كلّ أمر ونهي...
فوقعتم فيهم قتلاً وجرحاً ، وسبياً ، وهتكاً للأعراض ، بحجة أن زيارة القبور كفر ، وأنّ ما أنتم عليه لا يتّفق وما نحن عليه ، ألا ساء ما تعملون ، وبئسما تفكّرون !
ومن المعلوم وكما هو صريح في الأحاديث الشريفة : أنّ من شهد أنْ لا إله إلّا الله ، وأنّ محمداً رسول الله صلىاللهعليهوآله حقن دمه وماله وعرضه (١).
دمه حرام ، وماله حرام ، وعرضه حرام ، له ماللمسلمين ، وعليه ما على المسلمين ، فما بالكم كيف تحكمون ؟
نحن نزور القبور لا حُبّاً في القبور كحجارة وما عليها من بناء ، ولكن نزورها امتثالاً لأمره صلىاللهعليهوآله ، للتذكّر والموعظة وتجديد العهد ، واستذكار الماضي والعبرة للمستقبل ، وتعظيم مَن عظّمهُ وشرَّفَهُ الله تعالىٰ علىٰ سائر مَن خَلَق ، فإنّنا لا نزور إلّا مَن هو أهل للزيارة.
ولا نزور جبابرة العصور ، ولا فراعنة الدهور ، ولكن نزور قبور الأنبياء والصلحاء ، من الآباء والاُمهات والأولياء والأوصياء الذين ضحّوا بالغالي والنفيس من أجل نصرة وبقاء الحق والعدل !
___________________________________
١ ـ المحاسن : ١ / ٤٤٣ ح ١٠٢٥ ، عنه البحار : ٦٥ / ٢٨٢ ح ٣٥ ، ص : ٢٤٢ ، عن مشكات المصابيح : ص ١٢ ـ ١٤ ، ( نحوه ).