فلان ، فيقول : أرجِعوه فأروه ما أعددت له من النعيم ، فإنّي وعدته :
( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ ) (١) وإنّه لَيَسمع خفق نعالهم إذا ولّوا مدبرين ، حتى يقال : يا هذا ، مَن ربُّك ؟ ومن نبيك ؟ ومن إمامك ؟
فيقول : ربّي الله ، ونبيِّي محمد صلىاللهعليهوآله ، وإمامي عليّ عليهالسلام ، ويعدّ الأئمة عليهمالسلام واحداً واحد ، قال :
فينتهرانه انتهاراً شديداً ، وهي آخر فتنة تعرض عليه ، فإذا قال ذلك نادىٰ منادٍ : صدقتَ ، وهي معنى قوله : ( يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ) (٢).
ثم يأتيه آتٍ حسن الوجه طيّب الريح حسن الثياب فيقول : أبشِر برحمةٍ من ربّك وجنّاتٍ فيها نعيم مقيم ، فيقول : وأنت بشّرك الله بالخير بالجنّة ، مَن أنت ؟
فيقول : أنا عملك الصالح ، والله ما عَلِمتُكَ إلّا سريعاً في طاعة الله تعالى ، بطيئاً عن معصية الله ، فجزاك الله خيراً.
قال : ثم ينادي منادٍ : أن فرشوا له من فراش الجنّة ، وافتحوا له باباً إلى الجنّة ، فيقول : اللهمّ عجِّل قيام الساعة حتى أرجِع إلى أهلي ومالي ، وأمّا الكافر فبالعكس كما يلحق المؤمن من النعيم يلحقه من العذاب » (٣).
إلى نعيم الله تعالى فاستبقوا يا اُولي الألباب ، وعن معاصيه اجتنبوا ، مُرُوا بالمعروف ، وانهَوا عن المنكر قبل أن يأتيكم الموت وأنتم غافلون ،
___________________________________
١ ـ طه : ٥٥.
٢ ـ إبراهيم : ٢٧.
٣ ـ مجموعة ورّام : ١ / ٢٩٦ ـ ٢٩٨ ، مجمع الزوائد : ٣ / ٤٩.