عنها ثم إجماعاً بأنّ أعظم المحرمات وأسباب الشرك الصلاة عندها وإتخاذها مساجد أو بناؤها عليها ، وتجب المبادرة لهدمها ، وهدم القباب التي على القبور ؛ إذ هي أضرّ من مسجد الضرار ؛ لأنّها اُسِّست على معصية رسول الله صلىاللهعليهوآله ؛ لأنّه ـ عليه الصلاة والسلام ـ نهى عن ذلك وأمر بهدم القبور المشرفة ، وتجب إزالة كل قنديل أو سراج على قبر لا يصح وقفه ولا نذره... إلى آخره... (١)
وفي خبر مجاهد : أنّ الملك تركهم في كهفهم وبنى على كهفهم مسجداً ، وهذا أقرب ؛ لظاهر اللفظ كما لا يخفى (٢)...
قلنا ونقول : فتأمل أخي القارئ العزيز :
( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ).
قول صريح ، وهو أحسن القائلين ، الفتية ما كانوا في عداد الأنبياء ولا في عداد الأولياء ، ولكنّهم فتية آمنوا بربهم ، فما بالنا لا نأخذ بحكم هذه الآية : ( ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا ) ، اعتناءً بهم لئلّا يتطرق الناس إليهم ؟ وأقصد الأنبياء والأولياء والصالحين من الأمهات والآباء ، والعلماء والفضلاء.
والتاريخ نقرأ فيه كيف أنّ الحاقدين والحاسدين ومن ذوي السفاهة والنفوس المريضة مالوا إلى بعض القبور فنبشوها وحرثوها ، وسلطوا عليها الماء ، حتى يندرس القبر وينقطع الخبر ؟
___________________________________
١ ـ تفسير الالوسي : ١٥ / ٢٣٨.
٢ ـ تفسير الالوسي : ١٥ / ٢٣٩.