بالبعث ؛ لأنّ المساجد إنّما تكون للمؤمنين به. إنتهى (١).
هذا ، واستدلّ بالآية على جواز البناء على قبور الصلحاء وإتخاذ مسجد عليها ، وجواز الصلاة في ذلك. واتخاذ القبر مسجداً معناه الصلاة عليه أو إليه ، وحينئذٍ يكون قوله : والصلاة إليها مكرّراً ، إلّا أن يراد باتخاذها مسجداً الصلاة عليها فقط. نعم ، إنّما يتّجه هذا الأخذ إن كان القبر قبر معظّم من نبيٍّ أو وليٍّ ، كما أشارت إليه رواية : « إذا كان فيهم الرجل الصالح ».
ومن ثم قال أصحابنا :
تحرم الصلاة إلى قبور الأنبياء والأولياء تبرّكاً وإعظاماً ، فاشترطوا شيئين : أن يكون قبر معظَّم ، وأن يقصد الصلاة إليها ، ومثل الصلاة عليه التبرك والإعظام ، وكون هذا الفعل كبيرة ظاهر من الأحاديث ، وكأنّه قاس عليه كل تعظيم للقبر ، يقاس السُرُج عليه تعظيماً له وتبركاً به ، والطواف به كذلك ، وهو أخذ غير بعيد ، سيّما وقد صرح في بعض الأحاديث المذكورة بلعن من اتخذ على القبر سراجاً ، فيحمل قول الأصحاب بكراهة ذلك على ما إذا لم يقصد به تعظيماً وتبرّكاً بذي القبر (٢).
وقال بعض الحنابلة : قصد الرجل الصلاة عند القبر متبركاً به عين المحادّة لله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآله ، وإبداع دين لم يأذن به الله عزّ وجلّ ؛ للنهي
___________________________________
١ ـ تفسير الالوسي : ١٥ / ٢٣٦ ، نقلاً عن الزجاج.
٢ ـ تفسير الالوسي : ١٥ / ٢٣٧.