مقدسة مغصوبة إلى اُخرى مقدسة ، أو إخراج الرفاة من مكان غير لائق يمسّ كرامة المتوفّىٰ ، ولا يخفى أنّ قبر يوسف الصدّيق عليهالسلام كان في الماء ؛ لاعتزاز أهل مصر به ، لِما رأوا فيه من حسن الحال وتغيّر الأحوال.
٢ ـ فسأل عمّن يعلم موضعه ، وهذا يعني أنّ بعض القبور ينبغي أن تكون معلومه غير دارسة الأثر ، كقبور الأنبياء والأوصياء عليهمالسلام والأولياء والصلحاء والشهداء ، وقبور الفراعنة والجبابرة ، وهي آية للناس ، وهو قوله تعالى : ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ).
ولكنّ العجب العجاب الذي نراه اليوم من ثلّة قليلة تحتقر القبور وتصغِّر أمرها ، لا بل تقتل أو تضطهد مَن يزورها ، وتَسِمُه بالكفر والإلحاد !
٣ ـ عجوز مقعدة عمياء تعلم موضع القبر ويجهله عليّة القوم ، وتطالب بأربع خصالٍ مقابل أن تخبر عن موضعه : إطلاق رجليها ، وإعادة شبابها لها ، وإعادة بصرها ، وأن تكون مع النبيّ موسى عليهالسلام في الجنّة.
إنّ ما طلبته ليس بهيِّن ، طلبت الدنيا والآخرة والجنّة بدرجة كليم الله عليهالسلام ، لا لشيءٍ ، وإنّما لتدلّه على قبر يوسف الصدّيق عليهالسلام.
وفي يومنا يعتبر هذا الأمر من الإعجاز ،
ويوجب الإنكار والاستصغار... عظام نخرة ، وقبر تحت الماء سواء كان فوق الأرض أم تحت الثرى لا يزيد ولا ينقص ، ولكن حين أوحى الله تعالى إلى موسى عليهالسلام
: « يا موسى أعطها ما سألت ، فإنّك إنّما تُعطي عليَّ »
، وقد وفىٰ لها