مررت براهب سائح فقلت له : بمعبودك إلّا وقفت ، فوقف ، فقلت له : ما معك طعام ولا شراب؟ فقال : لا ، أنا رجل قد دفعت بتقرّبي أوقاتي وقتا بعد وقت ، فلا أحب يمرّ عني وقت لا أدري من أنا فيه ، فقلت : ما هذا الذي معك؟ قال : حصّى قلت : إيش تعمل به؟ قال : هذا حصى أسود وحصى أبيض ، فإذا عملت حسنة طرحت من الحصى الأبيض على الحصى الأسود ، وإن عملت سيئة طرحت من الحصى الأسود في الأبيض ، فإذا كان عند إفطاري عددت السواد والبياض ، فإن زاد السواد على البياض فليس فيها إفطار إلى مثلها ، وإن كان البياض زائدا على السواد فطرت. قال : فلطمته ، فقال : ويحك ، لم تلطمني؟ وأنت ممن يرى القصاص ، وأما أنا فمذهبي لو لطمت هذا الخد لأدرت لك هذا الخط ، فقلت : أنت كافر تقول : دفعت إلى تقرّبي أوقاتي ، وتقول : لا أحب أن يمضي لي وقت لا أدري من أنا فيه. قال : تقول لي يا كافر فأنت مؤمن حقا؟ فقلت : نعم. فقال : أتأمنه أن يجعلك أنا ويجعلني أنت. قال : فخصمني.
وقال : سمعت أبا جعفر الصفار أيضا ببغداد يقول :
صحت براهب : يا راهب. فناداني : لا تشغلني. فقلت : بمعبودك عرّفني إيش شغلك؟ فقال : كتب إلي بعض إخواني أنّه قرأ في بعض الكتب : أن الأرض الواسعة لتضيق على البعوضة بسخط الله ، فقد أعملت فكري في الأرض وسعتها والبعوضة وصغرها فكيف ضاقت عليها بسخط الله ، فلا تشغلني.
[٩٥٨٨] [أحمد بن الحسن
أبو الحسين الطرسوسي
عن عمر بن سعيد المنبجي.
قال ابن عساكر : مجهول].
[٩٥٨٩] [أحمد بن الحسن بن أحمد
أبو العباس الكفر طابي
خطيب سقبا من ضياع الغوطة.
__________________
[٩٥٨٨] استدركت ترجمته عن ميزان الاعتدال ١ / ١١٨ (٤٠٦) (ط دار الفكر).
[٩٥٨٩] استدركت هذه الترجمة عن بغية الطلب لابن العديم ٢ / ٦١٩.